عندما قامت الدولة السعودية الأولى عام 1157ه وناصرت الدعوة الإصلاحية، كان ذلك بداية خير للمسلمين في الداخل والخارج، إذ نشرت العلم الشرعي والأمن والاستقرار وتوحدت القوى السياسية في الجزيرة العربية في الدولة السعودية الأولى. وكان اكتشاف النفط عام 1357ه له الدور الأكبر بعد توفيق الله للسعودية في الإنفاق على المشاريع التنموية في البلاد ولم تنسَ واجبها تجاه المسلمين، فكان وما يزال لها جهود كبيرة لخدمة المسلمين في شتى المجالات. ففي الجانب السياسي تقف المملكة في المحافل الدولية للدفاع وحل قضايا المسلمين، فاعتبرت القضية الفلسطينية قضيتها، ولها جهود في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1410ه، وحل القضية الليبية (لوكربي). وعسكرياً لا ننسى مشاركاتها في حروب العرب مع إسرائيل وتحرير الكويت والدفاع عن البحرين وحماية اليمن من المد الصفوي عندما أعلن الملك سلمان الاستجابة للحكومة الشرعية في اليمن وأطلق عاصفة الحزم ضد الحوثيين المدعومين من إيران. وفي الجانب الديني لها جهود جبارة منها خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وبناء المساجد والمراكز الإسلامية في بلدان عدة، منها مركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد في بوينس آيرس في الأرجنتين وفي سراييفو وموستار في البوسنة والهرسك ولندن وإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة ومجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف في المدينةالمنورة. وتقدم السعودية المنح الدراسية لأبناء المسلمين في جميع بلدان العالم للدراسة في الجامعات السعودية فقد أنشأت الجامعة الإسلامية في عام 1381ه وأكثر من 80% من طلبتها أجانب، وتنشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عبر معاهدها في الخارج العلوم الشرعية والوسطية ولها معاهد في إندونيسيا واليابان وجزر المالديف وجيبوتي. وللمملكة دور في نمو الاقتصاد الإسلامي، فهي من الدول المؤسسة وأكبر الداعمين للبنك الإسلامي للتنمية، الذي يهدف لدعم التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي لشعوب تلك الدول وفق مبادئ الشريعة الإسلامية ويحميها من ضغط رؤوس الأموال الأجنبية وتستقدم المملكة الأيدي العاملة من هذه البلدان، لتخفيف العبء على تلك الدول وتساند المملكة المسلمين في الظروف الطبيعية القاسية مثل وقوع زلازل أو حروب أو مجاعات. هذا جزء بسيط مما قدمته السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين، فماذا قدم من يتهجمون عليها غير الدمار والفوضى؟