منذ قيام ثورة الملالي في إيران والنظام الإيراني يعمل بكل طاقته وإمكاناته ووسائله للهيمنة على دول المنطقة وتحقيق المشروع الإيراني الصفوي وتصدير الثورة الإيرانية مستخدماً في ذلك جميع الأساليب والطرق السياسية والعسكرية والاقتصادية والدينية والمخابراتية لتقويض الأمن والاستقرار في الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية ومن ثم فرض الهيمنة والسيطرة وبسط نفوذه عليها وتحقيق أحلامه في إقامة الإمبراطورية الفارسية بكل قبح وخسة ودناءة منسلخاً من كل مبدأ أو خلق أو عرف أو قانون. ما أشبه الليلة بالبارحة فمن يقرأ التاريخ يعلم تماماً ما تخفيه هذه الدولة المارقة فإيران الصفوية هي في حقيقتها ليست دولة طبيعية وإن كانت على ما تبدو دولة مكتملة الأركان وإنما هي تنظيم إرهابي طائفي دموي مغلف بقالب وصورة دولة مدنية للتمويه والمراوغة والمناورة و(البراجماتية) التي تستخدمها ايران في كل سياساتها إزاء ملفات المنطقة إستراتيجية أساسية لها، أما التشدق بالمبادئ والشعارات البراقة فهي للاستهلاك وخداع الشعوب فنراها تمارس كل الموبقات والجرائم التي لا تخطر على بال أحد من شناعتها عندما يرتبط الموضوع بمشروعها الصفوي التوسعي فما تفعله في البحرين وسوريا والعراق واليمن وتهريب المخدرات والأسلحة والمتفجرات للكويت والمملكة وافتعال الأزمات، وتحالفها مع داعش وحزب الشيطان والحوثيين وإرسال المليشيات في العراق وسوريا وقيادتها للمعارك في مناطق الصراع وتبجحها بذلك، إضافة لبرامجها النووية والصاروخية وغيرها ليؤكد تماديها وإصرارها في غيها وتنفيذ أجندتها الإرهابية التوسعية على حساب دول المنطقة لتحقيق أهدافها، إن هذا النظام لن يتورع في استخدام كل شيء والتحالف مع كل أحد، سواء كان مع الدول أو التنظيمات الإرهابية أو الجمعيات المشبوهة وحتى على مستوى الأفراد الخونة لأوطانهم، وتشير كل الدلائل والبراهين التي حدثت والتي تحدث إلى ضلوعها وتورطها الصارخ في نشر الفوضى والقلائل الطائفية وإنشاء الأذرعة المسلحة بالإضافة إلى الخلايا النائمة النائمة والمتحركة في المنطقة. والحقيقة أن ما تقوم به إيران من سياسات وخطط وأعمال ليس وليد اليوم أوردة فعل أو نزعة عنجهية بل هو منهج منظم وعقيدة بغيضة وامتداد للمشروع التاريخي الصفوي منذ مئات السنين، فعلى سبيل المثال لا الحصر ماقام به إسماعيل الصفوي مؤسس الدولة الصفوية من أعمال إرهابية وجرائم إبادة شنيعة، فقد دمر المساجد وأحرق القرى وهدمها على رؤوس أهلها من أهل السنة، كما أحرق جميع نسخ القرآن الكريم وقد مارس اسماعيل الصفوي فرض التشيع بالقوة والبطش على أهل إيران الذين كان غالبيتهم من أتباع المذهب السني فقتل منهم مليون مسلم، ونقل اسماعيل الصفوي دعوته وفكره الصفوي إلى الأقاليم والدول مثل العراق وخراسان وأذربيجان وهو ما يمكن إسقاطه في عصرنا (بتصدير الثورة) وهو الأسلوب الذي ابتدعه ملالي إيران بعد تسلمه الحكم. وفي يوم 2 رجب (عام 920 ه) قام السلطان العثماني (سليم الأول) رحمه الله بتجهيز الجيوش لوقف المد والإرهاب الصفوي بعد أن كاتبه العلماء والوجهاء لوقف الزحف الصفوي فوقعت معركة (جالديران) والتي منيت فيها القوات الصفوية بهزيمة ساحقة وكانت بمثابة قطع الأيدي الصفوية وكف شرها عن المسلمين، وكان قد وصل الأمر أن تحالف إسماعيل الصفوي مع البرتغاليين لغزو الجزيرة العربية وغزو مكة حصراً وتقسيم البلاد العربية ولأن التاريخ يعيد نفسه فها هو الخميني عندما اعتلى سدة الحكم في إيران قال بعد ستة أشهر سنكون في الحجاز، وهو الأمر الذي ما زال يكرره الملالي والمسؤولون في إيران وأذنابهم من الأذرع والميلشيات المسلحة ومنطلقهم في ذلك العقيدة الساعية للسيطرة والهيمنة على المنطقة بلبوس التشيع المدعوم من القوى الدولية العظمى بشكل أو بآخر.