✒هل سألنا أنفسنا يوماً ما هو الرفق هل نحن رفقاء مع الغير سواء كان انساناً او حيواناً .. إن الرفق شعور جميل وخلق عظيم من أخلاق الإسلام فهو جامع لمكارم الأخلاق .. تحدث الناس عن الرفق كثيراً فهو خلق جميل لابد من أن نترفق بمن هم في حاجة إلى الرفق وقد أرشدنا نبينا عليه السلام إلى الرفق فقال صلى الله عليه وسلم (( إن الرفق لا يكون في شيء الا زانه ، ولا ينزع من شيء الا شانه )) .. فالرفق يكون في أمور الدين والدنيا كما يكون في معاملة المرء بنفسه فيترفق بها وفي معاشرة غيره .. فما أحوجنا إلى الرفق في القول والفعل والسلوك والرفق مع الأهل والأقارب والاصدقاء والأحباب مع الكبار والصغار مع الذكر والأنثى ومع سائر المخلوقات .. فالله تعالى عز شأنه رفيق بخلقه رؤوف بعباده كريم في عفوه فعلينا معرفة أن الرفق من صفات الله تعالى العليا التي أحبها لعباده في الأمور كلها: فقد ثبت في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ». قال الإمام ابن القيم رحمه الله في "الوابل الصيب" من رَفَقَ بعبادِ الله رَفَقَ الله به، ومن رحمَهمْ رحمَه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد الله عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن عامل خلقه بصفةٍ عامله الله بتلك الصِّفة بعينها في الدنيا والآخرة، فالله تعالى لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه). نعم فما أحوجنا إلى الرفق أن أجمل ما يكون أن تترك النفوس على طبيعتها وفطرتها فانه لا يجري الرفق إلا من قلب لين فإن الرفق من اللين واللين من الرحمة والرحمة من القلب فعلينا تطهير القلب بالرفق مع الاخرين في التعامل.. فلقد امتنّ ربنا جلّ وعلا على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن جَبَله على الرفق ومحبة الرفق، وبأن جنّبه الغلظة، والفظاظة، فقال عز وجل: ﴿ فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ . اذا فعلينا أن نرفق فيما بيننا ونرفق في كل مناحي حياتنا لنسعد أنفسنا ونفرح غيرنا ونرضي ربنا سبحانه .. وقد وجدت ذلك من خلال تجربتي فيمن تعاملت معهم من صديقات وطالبات وغيرهم وجدت في الرفق راحة نفسية وملكت بها قلوب من تعاملت معهم .. الرفق في كلِّ الأمورِ جميلُ وبدفعِ أسبابِ الخلاف كفيلُ إن الرفق يكسب القلوب قبل العقول ومقابلة الاساءة بالاحسان جعلنا الله ممن يرفق بالاخرين ويكسب قلوبهم.