✒اَي وربي نعمة عظيمة لن يعرف قدرها الا من ذاق لذتها وعاشها بقلبه وكل جوارحه ! تأملوا معي ، تمر بالإنسان مراحل عديدة وحالات نفسيه كثيره قد تُضعفه ! وتضيق عليه الفضاء باكمله ، قد تبكيه أحياناً لشعوره بالعجز والهم فيرى أنه من اشد الناس ابتلاءً وضيقة لفرط ما يستعر بصدره وينهش قلبه ويضعف همته ويكسر اشياءً كثيرة داخله لا يستطيع إظهارها ولا يستطع احد ممن حوله ان يشعر بها وينتبه لها ولكن !! وهنا تتجلى رحمته سبحانه وحكمته ! فيسوق لهذا الشخص إنساناً في ظاهره انه لا يشكي شيئاً فيبدا تدريجياً يخرج معاناته ولو بقليل عبارته وعَبَراته الصادقه فيرق له قلب ذاق مثل ما ذاق ، فيحن عليه فيأذن الجبار سبحانه ويجبر كلاهما جبراً خفي كلٌ شعر به والتمس اثره وفاضت دمعته فيفترقان وقد ارتويا من رحمته سبحانه وكل واحد منهما يحمل بقلبه الفضل لربه سبحانه ثم لصاحبه الاخر ؛ يالله شعور عظيم جداً يجبر القلب ويمسح عنه ، فيتبادر الى الذهن رحمة اخرىً ونعمة عظيمة أخرى الا وهي ( جِبْرِ خاطر المحزون الذي ساقه ربي ثم نعمة ما أجراه على اللسان فكان كالبلسم على قلب المحزون وكالماء الذي ارتوى به وكالنور الذي تسلل اليه فأبصر الطريق الى ربه عز وجل فنهض لربه مقبلاً مسرعاً وقد تجددت الروح فيه وزاد تعلقه وتأمله بربه سبحانه ) . فهل ترى هذه لا اجر عليها !! بل ان عليها أجوراً عظيمة تغيب عن العقل وقتها ، في خوافيها نواياً كثيرة ان استحضرت وقتها ف طوبى لمن احتسبها وتلذذ بها لنرى بعض من هذه النوايا على سبيل المثال ! 1- أعظم نية ان تنوي طاعته سبحانه وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم . 2- أن تبتغي رضا المولى جل وعلا . 3- اقتفاء اثر نبيك صلى الله عليه وسلم واتباع سنته . 4- ادخال السرور على اخيك المسلم ( ومنها ازاحة همه وشد ازره ) . 5- الأخذ بقلبٍ حزين تاه عن طريق ربه ( فكان النور من قلبك ولسانك ! فأحمد الله وابشر ). 6- إزالة الران والغشاوة والأذى من طريق اخيك في سيره الى ربه سبحانه وتذكروا ( حديث فضل من ازاح اذى الطريق للمسلمين !! ) وقيسوا عليه فالله اكرم وارحم. 7- الدعاء لأخيك ، فتاتيك المثوبة العاجلة ( دعوة الملك ! امين ولَك بمثل !! ) هل تراها تُرد !!! بل ستفتح لها ابواب السماء ويأذن الجواد سبحانه بالخير فاستبشر . همسة : لك ان تتخيل هذه النوايا وكم أجورها وزيادة !! إن كان القلب الذي تمسح عليه وتجبره -بأمر ربك - من اهل قرابتك ! او اهل الله وهم اهل القران ! بل كيف وانت تجبر قلب وليٍ لله صالح !! تثبته دون ان تدري !! وكل ذلك فضلٌ منه سبحانه يختص به من يشاء ؛ فاسألوا الله دائماً ان يجعلكم جبراً خفياً لقلوب متعبة ، وابشروا فان الله يحب المحسنين.