* فجع العالم الإسلامي في مطلع شهر ذي الحجة هذا العام، بفقد علم من أعلام الأدب والعلم، والثقافة والسياسة، وأحد نجوم الدعوة إلى الله، بالحكمة والموعظة الحسنة. * نجم هوى، وسراج أطفأ، ولكن نوره بقي يشع، في قلب كل من عرفه، من أحبابه وإخوانه، لما امتاز به من تواضع العلماء، ودماثة الأخلاق، وحسن العشرة لجميع عباد الله، من العظماء والكبراء، والضعفاء والفقراء، لذلك كان فقده فاجعة، حلت بالأمة العربية والإسلامية، في وقت كانت الأمة أحوج ما تكون فيه إلى حكمة الدعاة المخلصين، وحنكة جهابذة السياسة، الذين يرشدون الأمة إلى ما فيه خيرها وسعادتها، من غير نفاق ولا دجل، ولا مسايرة لأهل المطامع والأهواء، ولكن الله اختارك إليه، ولا راد لقضاء الله، وكما قيل: (وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر)!! * لقد بكت عليه القلوب قبل العيون، لا للمنزلة الرفيعة التي نالها بجدارة، يوم كان مديرًا لجامعة الملك عبدالعزيز رحمه الله، ثم وزيرًا للإعلام، فأدار شؤون الجامعة بكل وفاء وإخلاص، كما سعى بجهده المتفاني، لرفع مكانة الوزارة، حتى أصبح لها صوت يسمع في جميع أنحاء العالم. * أخي أبا ياسر، لقد اختارك الله إلى جواره، في أكرم البقاع، وأفضل الأيام - أيام العشر من ذي الحجة، وأنت تتهيأ وتستعد للوقوف مع إخوانك في عرفات، فأنالك الله أجر الحج كاملًا، بنيتك الصادقة، فالأعمال بالنيات، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقوله: (إنما الأعمال بالنيات). لقد وصلت إليك دعوات إخوانك المؤمنين، على جبل عرفات، وصلت عليك الجموع الحاشدة، حول البيت العتيق، فهنيئًا لك هذا الفضل من الله سبحانه. * وأخيرًا نقول لك ما قاله الحبيب المصطفى (إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الله، وإنا على فراقك يا أبا الفضل والمكارم لمحزونون) رحمك الله رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته، وجعلك (مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا). صدق ربنا العظيم. الشيخ محمد علي الصابوني - جدة