أشار القلب نحوك والضمير....... وسر السر أنت به خبير قد يعرفه قلبك السليم بفطرته ! وقد يغيب ذكره بسبب الغفلة لكن لا تخف !! لن يتركك هكذا فاطمئن وإني إن نطقت بكم أنادي .......وفي وقت السكوت لكم أشير والان افتح عينيك جيداً ثم ابدأ باليمين - فإن قدوتك محمد صلى الله عليه وسلم يحب التيامن في كل شؤنه - ابدأ بتجوال بصرك من اليمين الى اقصى الشمال ، ثم ارفعه للسماء وتأمل واترك له الحرية ،، ثم اعده اليك ومد إحدى يديك وامعن النظر فيها ! اقبض اصابعها ،، ثم ابسطها وتأمل جريان الدم في ظاهرها والهج بالتسبيح ! سبحان خالقها ومجري عروقها ثم قلبها امام عينك ! وتذكر اصل خلقها ! من طين !! اسأل نفسك ! كيف للطين ان يكون هكذاً ليناً وسهل الحركه ثم اوقف عقلك العاجز والهج بالتسبيح سبحان خالق الانسان من طين ! وإن شئت تنقل لليد الاخرى تجد عجباً تطابق في كل شي ! الا في بصمة اصابعها ! فسبحان مبدع خلق الانسان ! ثم اكمل جولتك المباركة واستحضر معك قلبك وانت تخاطبه ! تلمس باطراف اصابعك وجهك ! ثم عينيك اغمضها دقيقه فقط لتعرف عظيم نعمته عليك كيف لهذه العين الصغيرة ان تكون بهذه النعمه العظيمة التي لن يشعر بها الا من ابتلي بفقدها - نسأل الله العافيه والسلامه - لا شك ان قلبك زاد محبتةً وايماناً وزاد رقةً وبدأ يستشعر آثار معرفته فكم ذاق طعم الحزن والهم ! ثم انجلى عنه ! من حيث لا يحتسب !! بل كم وكم تلذذ بحلاوة وجدها دون سبب !! فقط بفضل منه سبحانه إما جبراً او تخفيفاً .. فاستأنس القلب واستغى ! وبالمقابل مواقف إنساق لها القلب وهو مكره ! بل وصل لدرجة المقت الشديد لها لكن عاقبتها كانت خيراً سببه انعقد اللسان وترك للعين التعبير بمائها وهو ابلغ . ف سبحان الله ! وغيرها الكثير الكثير كم يبات الانسان باكياً فيأتيه لطف ربه ورحمته به فيصبح وكأنه لم يعش ولو لحظة حزن عابره ! كل هذه وإن كانت خافية الا أنها تعرفنا بالله تبارك وتعالى وتدلنا لطريق السعادة الحقيقية وتوقض قلوبنا من سبات غفلتها فمنا من ينتفع ومنا من تمر عليه مرور الكرام ! واجزم يقيناً ان كل ما ذكرناه سابقاً قد مررنا به جميعاً او على اقل تقدير مررنا ببعضها ! وذلك يقيناً مني بعظيم رحمة الله بنا وخفايا لطفه وجميل إحسانه فهو الرحيم اللطيف لذا ما أجمل أن نستشعر آثار رحمته ومعرفته لنتزود ونقترب منه سبحانه وتتعلق به قلوبنا وتنال محبته وولايته ولن ننالها الا بفضل من الله سبحانه ثم بما شرع لنا من عبادات قلبية وهي الاهم مثل الخوف منه ومراقبته وتعظيمه وحسن الظن به وصدق الايمان به والالتجاء اليه ثم مقرونةً بالعمل الصالح واعظمه ذكر الله تعالى وتدبر كلامه عز وجل فإن فيه خزائن معرفته سبحانه ولن يخسر من اتخذه له رفيقاً ودليلاً تلاوة وحفظاً وتدبراً وفهماً وعملاً وقدوته في ذلك نبيه صلى الله عليه وسلم فقد كان خلقه القران وختاماً لنتذكر هذه الكلمه فإنها إن استقرت بالقلب سعد في الدارين ﴿ فإني قريب ﴾ ٰ يا لذة القلب المُحِب بقربه ٰ اللهم حبك وقربك والشوق إلى لقائك ٰ ... اللهم اكرمنا بهذه المنزله برحمة منك وفضل نحن ووالدينا ومن احببناه فيك ومن احبنا فيك