أشد فتكا من أشرس الحيونات المفترسة من أخذ المرتبة الأولى في أكثر عدد من الضحايا التي تسببت في قتلهم بعد الصراع مع المرض "" البعوضة "" تلك الحشرة الصغيرة الضعيفة الحقيرة التي لا تكاد ترى بالعين المجردة يموت بسببها _ 750 _ ألف إنسان كل عام مايعادل _ 600 _ ألف إنسان سنويا على مستوى العالم == "" البعوضة "" التي ضرب الله بها مثلاً في القرآن الكريم قال تعالى : (( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضةً فما فوقها فأما الذين ءامنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيراً ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين )) "" البعوضة"" التي عاقب الله بها النمرود المكتبر الذي جادل إبراهيم عليه السلام وهو على باطل قال تعالى : (( ألم ترى إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن أتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين )) أختار الله أهون مخلوق واضعفه البعوضة التي أدخلها من أنف النمرود فأخذت تطن في رأسه وتنخر فيه من الداخل حتى أنتفخ ومات "" البعوضة "" التي قال العرب فيها مثلاً // قد تدمي البعوضة مقلة الأسد// دليل على أن لاتستهين بمن هم اقل منك فقد يعملون شيء أنت لا قدرة لك ولا طاقة أن تعمله == تكثر أنواع البعوض الفتاك لكن أشدها فتكا وخطراً على الإنسان هو _ بعوض الملاريا _ الذي ينتقل عن طريق أنثى الملاريا أما الذكر فلا يوجد خطر منه لأنه يسبب لسعه خفيفة لاينتقل مرض عن طريقه قديما الأطباء لم يعرفوا سبب أنتشار الملاريا لاحظوا أنه لا يتواجد إلا عند البرك والمستنقعات الراكدة لذلك كانت كلمتين (مال _ اريا) ومعناها ( الهواء الفاسد ) ظل سبب المرض مجهولا حتى أواخر القرن التاسع عشر حيث كشف الطبيب الفرنسي( لافيران) في عينات الدم المأخوذة من مرض الملاريا طفيليات غاية في الصغر داخل خلايا الدم الحمراء في دم الإنسان المريض وتتغذى على مادتها الحمراء إلى أن تتلفها فيضعف جسم المريض وتسوء صحته وجرت الأبحاث كيف ينتقل هذا الطفيل المسبب للمرض من دم المريض إلى دم السليم وحل هذا اللغز الدكتور ( رونالد روس ) سافر إلى الهند واصل بحوثه هناك معتمدا على مجهر صغير يقوم (روس) في عناية ودقة ومهارة بتشريح جسم البعوضة وفحص أنسجتها تحت المجهر بعد ما أصطاد كمية من أنواع البعوض المختلفة وظل يتابع التشريح دون ملل وفي يوم 31 أغسطس 1878 شاهد بعوضةً من صنف لم يره من قبل فأمسك بها وفحصها فوجدها من فصيلة تعرف ( بالانوفيلس )ومعنى الكلمة ( المؤذي أو الضار ) اهتدى إلى طفيل الملاريا في أنسجة هذا البعوض وجد طفيل الملاريا يعيش وينمو ويتكاثر في أنسجة إناث بعوض( الانوفيلس ) وبهذا عرف العالم كيف يقي نفسه من البعوض والأمراض التي يسببها والوقاية خير من العلاج .