قبل قرابة عقدين من الزمن وتحديداً في يوم السبت الموافق للرابع والعشرين من الشهر السادس لعام أربعةٌ وعشرون وأربعمئة وألف ، كانت الفاتنةُ أبها جارة القمر وحاضنةُ السديم على موعدٍ إستثنائي مع (( حضور الأدب كامِنٌ في رَجُل )) حيثُ هبطت الطائرةُ التي تُقِلُ : ( صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز ) والذي عُين نائباً لأمير منطقة عسير ، وكان في إستقباله صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير في حينه ، وأعيان المنطقة وجموعٌ غفيرةٌ من المواطنين والذين سبق لهم معرفةُ هذا الفيصل الممشوق ومحبته لإرتباطهِ بالموروث والأصالةِ ممثلةً في الفروسيةِ والشِعر . ففيصل (( سليلُ السخاء هو النجل الخامس للملك ( الخالد ) في ذاكرة الشعب ، وعهده الذي وسم بأنهُ عهد الإزدهار الإقتصادي والإجتماعي )) خريج الجامعة الأمريكية الكاليفورنيه المخضرمة سان ماتيو ، التي لم تُنسهِ ولعهُ البالغ بأصالتهِ . فبعد أن عاد متدرعاً بالعلم تبنى حفظه الله في مزرعة ( المغترة ) مهرجاناً لشُعراء المحاورة يعد الأعظم على مستوى الخليج العربي قاطبةً ، حيث يُستقطبُ إليه أمهر وأبرع الشُعراء في هذا اللون الأصيل . كما أنه وبسبب ولعهِ البالغ بالخيول العربية الأصيلة أضحت مزرعة ( المغترة ) تحتل المركز الأول على مستوى المملكة في إنتاج أميز وأبهر الجياد . ماسلف كان على المستوى الشخصي لفيصل الإمارة والعدل . أما على المستوى الإداري فمنذ أن وطأت قدماه مبنى ديوان إمارة منطقة عسير فقد عُرف بالإستقامة والصلاح ودماثة الخُلُق . حيثُ تم تعيينهُ في اليوم الثامن والعشرين من ربيع الآخر عام ألف وأربعمئة وثمان وعشرون أميراً لمنطقة عسير ، قادراً بِكُل تميز على إدارة دفة العمل بسلاسةٍ في إمارة منطقةٍ تُعد تضاريسها الأصعب وكثافتها السكانية الأعلى بين مناطق مملكتنا الحبيبة . ولكن هيهات أن تحول تلك الصعوبات دون طموح ذلك الفيصلُ الجواد الذي وثب معانقاً قمم السروات مُلبساً إياها تاج الحضارة والتنمية بعد أن إكتست بالجمال الرباني الذي حباها الله . فقد دعم وساند كل ما من شأنهِ فيه خيرُ وفلاح ورفاهية لمنطقة عسير إنساناً ومكاناً ، مواسياً دائماً للأهالي في أتراحهم ، مُباركاً مبتهجاً في أفراحهم . فهو الرئيس الفخري لعدد من اللجان والجمعيات الخيرية ، كجمعية تحفيظ القرآن ، ولجنة السجناء المُعسرين ، وهو داعمٌ سخي بجهده وماله وجاهه للجنة إصلاح ذات البين ، مما نتج عنه عتق العديد من الرقاب ، وحل النزاعات ، ولم شمل الكثير من الأسر . كما أنهُ ( رعاهُ المولى ) نبراساً من نبارسةِ الإدارة المناطقية بكل ما فيها من تشعبات جمه وأعمالٍ مُضنية ، فهو يستقبل المواطنين بشكل أسبوعي ودوري يُنصت لمتطلباتهم ويستمع لشكاويهم . شديدُ الحرص على الإنجاز ، متابعاً حصيفاً لسير العمل ، مع مرونةٍ عالية تتيح للعاملين بمعيته القدرة على تسيير الأعمال بعيداً عن إعاقة البيروقراطية والمركزية . فمنطقة عسير اليوم تنعم بمشاريع تنموية فريدة وذلك على مستوى البُنى التحتية ، والخدمات الصحية ، والمخرجات التعليمية ، منها ما رأى النور وأُنجز ومنها ماهو في سبيل ذلك . فهنيئاً لكِ يآ عسير بهذا الحظ الوفير من تلك المنجزات العظيمة المتواترة خلال الحُقبةُ الخالية والتي كانت نتيجةً لوجود هذا الطود الشامخ والمُهند المسلول : ( الفيصل المصقول إبنُ الخالد بالرخاء ) على سُدة ديوان الأمارة . إبراهيم بن الحسن النعمي .