من يتابع الأرقام الخاصة بالإنفاق السياحي بالمملكة لا شك يرى أن هذه الأرقام مرتفعة ومرتفعة جدا، فحين نتحدث عن ما يقارب 80 مليار ريال ورقم سابق قد يفوق 100 مليار ريال فإننا بذلك نتحدث عن ميزانيات دول، وليس هناك إشكال في هذا الحجم من الإنفاق «كرقم» ولكنه يعكس حاجة السوق السياحي لدينا إلى التغيير والتطوير، وهو ما يحدث اليوم فحين نرى أن هناك مؤشرات أرقام وانخفاض لحجم الأنفاق، ولم يفصل سبب الانخفاض، فإن الفرص المتاحة في بلادنا كبيرة، كسياحة، وأن ما ينقصها هو «البنية التحتية» من مطارات تستوعب، من الإيواء والفنادق، من الترفية، من استثمار المناطق المعتدلة مناخيا، كجنوب المملكة صيفا والسواحل أيضا، الأرقام كبيرة للإنفاق السياحي وهذا يعني الحاجة لمزيد من الإنفاق الاستثماري بالسياحة، ولا يجب أن يكون ذلك دور الحكومة فقط، بل القطاع الخاص سواء المحلي أو الاستثماري، والشراكة معه، كما نلحظ في «مشروع القدية» و»البحر الأحمر» وداون تاون بجدة وغيرها، وآخرها المحميات الملكية التي صدر بها أوامر ملكية، طاقة وقدرة هائلة لدينا سياحيا، وهذا يجعلنا أن نكون أكثر تركيزا واستثمارا في هذا القطاع الذي لا ينضب. من المهم أن يكون العمل على البنية التحتية من مواصلات ومطاعم وخدمات لوجستية بلا حدود يمكن استثماره، وهذا ما يشجع من خلال تنوع تضاريس وطقس المملكة، والعمل على التوعية المجتمعية بقبول السياحة مع توفير أعلى الخدمات، وكذلك تقديم العروض المناسبة والمحفزة والمشجعة له، وهذا ما يجعلنا أمام تحديات كبرى في المستقبل، ليكون اقتصاد أكثر حيوية ونشاطا وعملا وإنتاجا من خلال السياحة التي تعتبر من أهم مصادر توليد الوظائف، نحتاج المزيد من البنية التحتية والخدمات والوعي الاجتماعي، ونحن نرى الاحتفالات والمهرجانات ودور هيئة الترفية وهيئة السياحة، ووزارة الثقافة الجديدة، وغيرها، كلها يمكن أن تساند في عملية الاستثمار والجذب السياحي متى ما تم استثمار ذلك بصورة صحيحة، وحتى بالاستعانة بالخبرات الأجنبية التي تعتبر ذات تجربة وممارسة مهمة يمكن الأخذ بها والعمل عليها.