لن أكتب مرثية عن موت الفنان حسين عبد الرضا، وأكتفي بالدعاء له بالمغفرة، وإنما أكتب عن الشخوص الذين يدعون تدينهم، ويظهرون سماتهم الدينية من خلال استغلال موت أي فنان أو أي شخص لا يتناسب مع فكرهم وقناعاتهم، كما حصل في تغريدة من يعتقد أنه وصي عند إعلان وفاة الراحل الفنان حسين عبد الرضا، حيث طالب علي الربيعي بعدم الترحم عليه متجاوزا كل معطيات ديننا الحنيف. لا أعرف كيف تجرأ علي الربيعي على الله بمحاسبة الأخرين وهم لا يملك تفويض من رب العزة والجلال ، ولا يملك الحكم على نفسه قبل الحكم على الأخرين ، ولا أعلم كيف تسمح الجهات المعنية بتطاول من يدعون التدين الذين ينشرون الكراهية والحقد وهم يصنفون البشر ويحددون أهل الخير وضده؟، ولا أعلم كيف تضع مثل هذه العينات كل همها عن دخول الأخر للنار ولا يركزون على كيفية النجاة لأنفسهم والدخول للجنة؟ من السؤال الاستنكاري القوي من رب العزة والجلال لصفوة البشر محمد صلى الله عليه وسلم " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟" ومن مرجعيتنا الأساسية القرآن الكريم نقف عند أية (ورحمتي وسعت كل شيء)، وأية (إن رحمت الله قريب من المحسنين)" ويكفي رد الشيخ سعود الشريم عندما قال مَن استكثر رحمةَ الله على أحد دون أحد فقد نازع واهبَها. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شيء جميل ، ولكن ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" نحن أمام حالات منفرة وصوت منبري يسيء للدين الإسلامي ، ويفتك بوحدة المجتمع بل قد ينشر الكراهية ويسهم في فتنة نائمة نحن في غنا عنها، الصوت المنبري الديني يجب أن يغير صياغته، ويجب محاسبة كل من يخرج عن منهجية محمد صلى الله عليه وسلم الذي عاش وتعايش مع مجتمع المدينةالمنورة بما فيهم من مسلمين ومشركين ومجوس ويهود، بل وتعامل معهم ولم يقصيهم، ولم يصنفهم، ولم يحاسبهم كما فعل الربيعي. صبرنا على الظلاميين حوالي أربعة عقود وحان وقت محاسبة كل من يفرض على الأخر منهجه وقناعته " فنحن رجال وهم رجال" ولو شاء ربك لجعلكم أمة واحدة، وقد خلق الله الجنة والنار قال تعالى (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) أي أن هناك مؤمنين وهناك غيرهم، ولا يملك أحد حق محاسبة الأخر على دينه وعلاقته بالله ، ولا يملك أي شخص حق تصنيف البشر أو أقصائهم عندما يكونوا عكس توجهاته. تغريدة الربيعي خنجر في خاصرة وحدة البلاد، وفتنة للعباد ، والأسواء اعتذاره للشعب الكويتي ودعائه للموحدين فقط والأسواء من ذلك الذين سوقوا لهذا التغريدة بنشرها على أوسع نطاق لزيادة الهوة اتساعا في زمن زادت فيه الفتن وتكالبت علينا الظروف كما تتكالب كلاب المسعى على القصعة.