إن مما جُبلت عليه القلوب وجعله الله سبباً لبثّ الروح فيها من جديد وكان بمثابة الغيث الذي يتطهر به الكون بكل مافيه ذاك هو ( الفرح ) . وجاء الامر الالهي به فقال تعالى ( فليفرحوا ) وبين سبيله و دلائله وتظافرت السنة النبوية في توضيح سبيله حتى لا يأخذ منحناً آخر يُخالف الفطرة ! وسبحان من خلق النفس ويعلم طبيعتها ومطلع على خوافي نياتها وهواها فالنفس احياناً كثيره تحب التوسع في كل امر وقد تاخذ بعض الادلة الشرعية ك حجة لها لتُسكن صوتاً داخلياً يؤنبها على تجاوزها! ومن مظاهر ذلك التوسع المفرط الذي اصبح اشبه بالموجة القادمة بقوة ! 1/ التبذير والاسراف الغير مبرر وحجتهم ان الكرم امر يؤجر عليه المسلم ! واصبح علامة لشدة الفرح ! 2/ اصبحت مظاهر الفرح - اهم من تذوق طعمه ولا أُبالغ إن قلت ان هناك من يسعى لاظهار مظاهر الفرح من اجل نظرة من حوله ! ويكون هدفه مواكبة غيره فقط ! فيفقد لذة الفرح والاحساس بما انعم الله عليه فتكون عينه قد امتدت وتوسعت وتبعها القلب ووصل لحالة عدم الرضا عما في اليد ! ( خاصة مع موجة السناب شات وضرورة تصوير اليوميات وفعاليات الفرح !) لأنها - مع الاسف - اصبحت دليلاً على الفرح ! وعدمها يدل على نقصانه ! 3/ من المظاهر التي تدمي القلب ويندى لها الجبين حال بعض فتيات المسلمين من تهاون في الستر والاحتشام في اللباس سواء امام المحارم والنساء على حدٍ سواء وكذلك في التساهل والوقوع في المحرمات مثل النمص ، التشقير ، وصل الشعر وتركيب الرموش ( هل تُباع الجنة وفردوسها ونعيمها المقيم بمثل هذا !!؟ ) كل ما سبق ذكره يُروج له بأن العلماء اختلفوا فيه !! وبعضه جاء التحريم صريحاً لكن تتوارد للنفس حجج واهيه وبأن الدين ( يُسر !! ) نسأل الله السلامة والعافية . وفي الختام قلوبكم خُلقت نقية تستحق أن تذوق الفرح دون الاكتفاء بتوثيقه للذكرى ! استمتعوا بمواسم الفرح واجتماع الامة في عيدها وكونوا قوة لها بتمسككم بتعاليم الدين والوقوف عند حدود الله لأنه سبحانه اعلم واحكم بما يناسبها فاحمدوا الله ان رزقكم الفرح واذاقكم آثاره فإن ذاقته قلوبكم زاد واثمر وتذكروا أن الفرح إن مُزج بالطاعه وامتثال الشرع زاد لذة وحلاوة وبقي اثره الى ان يشاء ربه.