(ياشيخ.. ما حكم التخفيف من الحواجب أو إزالتها) هذا السؤال الذي يتكرر مع سماعك كل يوم لبرامج الإفتاء سواء على الفضائيات أو على الإذاعات المختلفة، وكأن هذا السؤال أصبح أحد لوازم هذه البرامج وما على الشيوخ والعلماء والفقهاء سوى الإفتاء بما يرون، رغم أن القضية فيها اختلاف بحسب السؤال والسائل وبحسب الطريقة ومكان الإزالة وعللها. حيث عد أستاذ الفقه في جامعة الملك خالد في أبها الدكتور عبدالرحمن الجرعي كثرة الأسئلة بالأمر الطبيعي بل وحالة صحية؛ كون الناس خصوصا النساء تتحرى الحلال والحرام. وبين الجرعي أن هناك أسبابا عديدة لكثرة الأسئلة منها: عدم التفريق بين النمص بإزالة الشعر كاملا بين العين وإزالة الشعر الزائد بين العينيين، موضحا أن بعض النساء تتأذى من كثرة شعر حاجبها بشكل مؤذ لها فيحملها ذلك على السؤال والتقصي، وعد عدم الاطمئنان للفتوى أحد أسباب كثرة الاستفتاء، حيث تبحث النساء على فتوى مطمئنة لها من مفت صاحب علم وفضل وثقة، ولم يستبعد الجرعي النساء الباحثات عن فتوى مخففة لهم لتبرر لهم عملية النمص التي يجرونها، داعيا العلماء والفقهاء إلى عدم الضيق ذرعا من كثرة الأسئلة حول النمص والتشقير وخلافه؛ لأن البعض لم يسمعهما أو هناك حالات خاصة تريد بعض النسوة شرحها للشيخ حتى يعطيها الفتوى التي تلائمها. وحول الحكم الشرعي للنمص قال الجرعي: «مسألة التخفيف من الشعر على قسمين: فإن كان مؤذيا ويشوه صورة الوجه والتخفيف منه يقلل هذا الضرر فلا حرج في ذلك، شريطة أن تكون الإزالة بمقدار الضرر وهذا لا يعني إزالة الحاجب كاملا». وأوضح أنه في حالة انعقاد الحاجبين ووجود الضرر يمكن إزالة الشعر الذي بين العينين فقط، ولا يشمل ذلك الشعر الذي فوق كل عين، وشدد على عدم جواز من تنفذ عملية النتف أو الإزالة من أجل إعطاء شكل جمالي أو تغيير خلقة الله، مؤكدا على تحريم ذلك، وبين الجرعي أنه لا يوجد تفريق بين الحلق والنتف، فكلاهما فيه إزالة للشعر وهو أمر محرم ومعلونة من تقدم عليه، مستثنيا ما ذكره سابقا.