E.mail;[email protected] الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد : فقد ساءني جدًا ما استمعت إليه من حديثٍ مؤسفٍ عبر موجات الأثير لاثنين من مذيعي برنامج ( صباح الخير ) اليومي الذي بثته ( إذاعة الرياض ) صباح يوم الثلاثاء 21 من شهر ذي الحجة 1433ه ، والذي كان يدور بينهما بلغةٍ تغلب عليها السخرية والتهكم ضمن فقرات البرنامج تعليقًا على خبرٍ يزعم أن مواليد فصل الشتاء يحصلون في المستقبل على مناصب المديرين التنفيذيين في مختلف المؤسسات المجتمعية ، وأن من سواهم من المواليد لا يحظون بتلك المناصب . وهذا الخبر كما نعلم من الأخبار التي يُمكن أن نسميها مجازيًا ب ( إسرائيليات الإعلام ) التي تفد إلينا من المجتمعات الأُخرى بلا خُطامٍ ولا زمام ، والتي لا ينبغي أن تُقرأ أو تُبث عبر برنامجٍ تُقدمه ( إذاعةٍ الرياض ) التي تنتمي إلى بلادٍ عربيةٍ إسلاميةٍ تفتخر بأنها تضم مهبط الوحي وقبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، ولاسيما أن هذا الخبر في مجموعه يأتي ضمن الأخبار التي تُعنى وترّكز وتُروج بطريقةٍ غير مباشرةٍ لبعض العلوم التي تُعنى بالتنجيم والأبراج والتنبؤ بالمستقبل ، والتي تُعرّف بأنها مجموعة الأنظمة ، والتقاليد ، والاعتقادات التي لها علاقةٌ بالأوضاع النسبية للأجرام السماوية ، والتفاصيل التي يمكن أن توفر معلومات عن الشخصية ، والشؤون الإنسانية ، وغيرها من الأمور الدنيوية ذات العلاقة بحياة الإنسان . وهي كما نعلم جميعًا من العلوم الزائفة والتي توصف ( بالخُرافية ) لكونها ضربٌ من الشعوذة وإدعاء علم الغيب ونحو ذلك . وعلى الرغم من أن كل ما يُقال ويُنشر حول هذه الأكاذيب والمزاعم الباطلة أمرٌ مرفوض في تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وغير مقبولٍ في مجتمعنا ، ولا ينبغي إدراجه ضمن ما يُبث ضمن فقرات البرامج التي تُقدمها الإذاعة للملايين من المستمعين في كل مكان ؛ إلاّ أن مقدمي البرنامج قاما بقراءته والتعليق ( الساذج ) عليه ، وزادا الأمر سوءًا عندما أخذا يسخران ممن كان قدرهم أن يولدوا في غير فصل الشتاء بقول أحدهما : " إن عليهم أن يعملوا في بيع البطيخ " . وكأنه يلمز ويهزأ ببائعي البطيخ ( الشُرفاء ) الذين قد يكون أحدهم عند الله تعالى أفضل من عشرات المديرين التنفيذيين المولودين في فصل الشتاء كما يزعم الخبر زورًا وبُهتانا . بقي أن أُشير إلى ملحوظةٍ هامة وتتمثل في أن غالبية البرامج ( الجماهيرية ) التي تُقدّم عبر الإذاعة تُعاني من سوء تقديم المقدمين لها ، واستخفافهم بعقول وأسماع وأذواق المستمعين ، ومن شك في كلامي فعليه أن يُتابع أحد هذه البرامج ليسمع ما تأباه الأذواق ، وما تشمئز منه النفوس ، وما ترفضه العقول السليمة ، الأمر الذي يستوجب من إذاعاتنا أن تعمل عاجلاً على ضبط هذه البرامج وعدم إتاحة الفرصة للمقدمين ليقولوا ما شاءوا من العبارات والتعليقات ، ولاسيما عندما يكون هؤلاء من فئة المذيعين الشباب الذين يفتقرون إلى الخبرة ، و يفتقدون إلى الكثير من المقومات الضرورية للمذيع . والله الهادي إلى سواء السبيل .