من قبل 00 قال إبراهيم عليه السلام : "ربنا أني أسكنت من ذريتي بوادي غير ذي زرع " وقال : " فأجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم " الآية 0 والآن يقول المواطن السعودي : ربي أني أسكنت ذريتي بواد غير ذي خدمات فأجعل أفئدة من الكروش الكبيرة تأوي إليه لتسبقها الخدمات قبل أن "تلامس" الأرض ! هذا المواطن الذي تكاد دولته تغرق في بحر من البترول لولا الطبقة القشرية العازلة ! وأن تبؤ بحمل الأرصدة من عائداته 00 هذا المواطن يشتري الأرض السكنية (من استطاع) في مخطط جديد لأن سعرها أقل قليلا من سعر الأراضي داخل الأحياء القائمة . ثم يستدين ، ويستدين ليبني له ولأسرته منزلا يأويهم ويجنبهم جشع المؤجرين ، وحينما يهرع إلى منزله بعد عناء ودويون متراكمة يجد نفسه كبدوي نصب خيمته في صحراء لا تعبرها حتى الطيور المهاجرة ! فلا مدارس ، ولا شوارع مسفلتة ، ولا خدمات عامة ولا أساسية رغم أن هذه المخططات رسمية ومعتمدة ! حال هذا المواطن يحدث فقط في مدن تتجسد فيها العشوائيات "الحقيقية" والتخبط ، فلا تخطيط عمراني ، ولا تخطيط سكني ، ولا خدمات ، وبالتالي لا غرابة أن تفشل إدارات التعليم والصحة والمياه والخدمات الآخرى في مد خدماتها إلى هذه الأحياء الجديدة لكون هذه المؤسسات الخدمية تسير خلف الركب على "متن" سلحفاة ، بلا هدف وبلا تخطيط مسبق ! 00 فلا تستغرب أن سألت أحدهم عن أمر في هذا الحي أو ذاك من الأحياء الجديدة أن يرد بسؤالك : وين هذا ؟!!