سعادة رئيس التحرير تحية طيبة وبعد.. لقد اطلعت على مقال نشر في صحيفتكم الغراء يوم 17-9-1432ه موضوعه (يا أبناء وطني: قيّدوا أقصى النعم بشكر أدناها).. وتعقيباً على ذلك أقول: إن الله -جل جلاله- قد أنعم على بلادنا نعما عظيمة لا تعد ولا تحصى في مقدمتها نعمة الإسلام والأمن والإيمان والهداية إلى طريق الحق والرشاد والتي حرم منها الكثير من البشر على ظهر هذه البسيطة، فهم يتيهون ما بين الضلالات التي سيطرت على عقولهم، وغيرت حياتهم، وإن تطبيق هذه الدولة تعاليم الدين الإسلامي، والحرص على نشر رسالة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، والحرص المتواصل على نشر الخير في أرجاء المعمورة، والدعوة إلى الله جعلتها منبر خير، وأعطتها مكانة سامية في العالم، وأنعم الله عليها نعماً تجود بها أرض الوطن، ونعماً تتدفق على بلادنا الغالية من مشارق الأرض ومغاربها. نعم لم تتوفر لبلادنا في الدهور الماضية، فقد كانت ضعيفة الموارد في كثير من المجالات. وهذا الخير -أيضاً- من نتائج دعوة إبراهيم عليه السلام لذريته بقوله: رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) سورة إبراهيم. فالتمسك بالدين أمن وأمان, وحصن حصين للأمة من المصائب والخطوب والفاجعات, وإن هذه البلاد بأحسن حال بفضل الله.. وينبغي على المسلم أن يحمد الله، ويشكره على هذه النعم الجليلة، كانت خاصة أوعامة، ويقيد هذه النعم بالشكر لكي تدوم، وتزيد لقوله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) سورة إبراهيم. والمسلم المتبصر بدينه ودنياه هوالذي ينظر إلى حياة البؤس والشقاء والفقر والحرمان التي يعيشها كثير من الشعوب، ويعتبر منها، ويدرأ بنفسه عن المعاصي والآثام والتي قد تكون سبباً في زوال هذه النعم من الأوطان أوالأبدان، وحلول المصائب والأسقام والنقم لا قدر الله، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وبذلك المعنى يقول الشاعر: إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم وداوم عليها بشكر الإله فإن الإله سريع النقم عبدالعزيز السلامة - أوثال