قرأت خبراً في صحيفة الرياض في عددها 16057 الصادر يوم الأحد بتاريخ 20 رجب 1433ه ومفاده أن " البرلمان المولدوفي صادق في قراءة أولى على مشروع قانون يفرض غرامة على زبائن الدعارة في البلاد وذكرت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" أن مشروع القانون ينص على غرامة تبلغ 500 دولار أو 60 ساعة عمل اجتماعي لزبائن المومسات. وكان الحزب الليبرالي اقترح مشروع القانون باعتبار أنه سيساعد في تقليص عدد "سيّاح الجنس" في الجمهورية السوفياتية السابقة الفقيرة. يشار إلى أن الدعارة والقوادة أيضاً عليهما غرامة ولكن أقل من الغرامة المقترحة على الزبائن. ويذكر أن مسحاً أجري في وقت سابق هذا العام أظهر أن 70 بالمئة من النساء المولدوفيات بين 15 و25 عاماً مارسن الرذيلة مقابل المال مرة واحدة في حياتهن ". حقيقة أن هذا الخبر شدني كثيراً وبدأت أتأمل في عباراته ملياً لعدة أوجه: أولاً: أن النفس البشرية بطبيعتها تحب الخير وتكره الشر فهي خلقت على فطرة الله السوية التي تحب الفضيلة وتكره الرذيلة ، فما بال بعض الناس يأبى إلا أن يعيش في الدنية والهون ويفسد على نفسه العيش الكريم. ثانياً: في دولة كافرة ملحدة نرى أن صناع القرار فيها يفرضون غرامة على مرتادي أماكن الدعارة من أجل أن يحافظوا على بلادهم بينما في المقابل نجد بلادً إسلامية تسوق للرذيلة وتفخر أن يكون فيها أماكن للدعارة. ثالثاً: أن يكون الحزب الليبرالي في تلك الجمهورية هو من يقترح هذا القانون الذي يحمي بلاده من زبائن الدعارة ويفرض عقوبة مالية على أولئك الزبائن فهذا قمة في التحرر للتخلص من كل فساد قد يحيط ببلادهم وهذه هي المبادئ التي يجب أن يدعو إليها كل فرد ناصح لا على النقيض كما يحدث في بلادنا أو في بعض البلاد الإسلامية حينما نجد أن الحزب الليبرالي هو من يدعو إلى الرذيلة ويجلب الفساد لبلاده. رابعاً: يذكر الخبر أن الهدف من فرض هذا القانون لأجل التقليل من عدد سياح الجنس في تلك البلاد، وهذا يدل على أن هناك سياح يستغلون تلك البلاد الفقيرة من أجل قضاء شهواتهم وملذاتهم المحرمة وليس كما يزعمون أن الهدف من سياحتهم هو البحث عن الجو العليل والمكان الجميل. خامساً: هذه الجمهورية الفقيرة تم استغلال فقرها وشظف عيشها من خلال ممارسة الرذيلة مع نسائها من أجل حصولهن على المال وبرغم ذلك نجد النسبة تدل على أن 70% من النساء مارسن الرذيلة مرة واحدة فكيف ببعض الدول الإسلامية التي تمارس فيها الرذيلة علناً ويوجد فيها أماكن مخصصة لهذا الغرض. سادساً: هل يعي مجتمعنا الكريم مثل هذا الكلام ويدرك حجم العمل الذي يقوم به جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل صيانة الأعراض وحمايتها ومع ذلك لا تخلو وسائل الإعلام بشكل أسبوعي من نشر أخبار يتم فيها القبض شاب وفتاة في خلوة محرمة . ختاماً: ليت الليبراليون في بلادنا عفوا أقصد ( المنافقون ) في بلادنا ينتهون عن غيهم ويعودون إلى رشدهم ويقلدون الحزب الليبرالي في جمهورية مالدوفيا في الحرب على الرذيلة وفرض عقوبات على أهل الدعارة.