برحيل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز "يرحمه الله" فقدت المملكة والأمتين العربية والإسلامية واحدًا من اشجع وأنبل رجالها، قدم إلى وطنه وشعبه وأمته عطاءً بلا حدود لم ينقطع على مر اكثر من ستين عامًا؛ فجهوده "يرحمه الله" شملت كافة القطاعات الآمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وطالت كافة أبناء المملكة، سهر على آمن وراحة المواطنين والمقيمين وزوار بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين. إن جهود المغفور له الأمير نايف بن عبد العزيز في دعم حركة التنمية بالمملكة كانت كبيرة وهائلة، ليس فقط لأصحاب الأعمال بل أيضاً للمشروعات والبرامج التي تعود بالنفع على بقية أفراد المجتمع، كان "يرحمه الله" على رأس كل عمل له علاقة بخدمة الفقراء والمحتاجين، وكان داعماً للجمعيات الخيرية وجهودها في خدمة المجتمع، ومشجعًا لرجال الأعمال على الانخراط والقيام بأدوار ملموسة في برامج المسئولية الاجتماعية. يعتبر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز " رحمه الله " رائدًا في مجال تطوير الموارد البشرية في المملكة العربية السعودية وفي مجال توطين الوظائف؛ حيث ساهم في وضع تنظيمات هامة على صعيد قطاع العمل لتحقيق توجهات الدولة الرامية إلى توفير فرص عمل للشباب السعودي. وترأس الأمير نايف بن عبد العزيز جهازين حكوميين يعنيان بقضايا رسم السياسات الاستراتيجية نحو توظيف الشباب السعودي في القطاع الخاص من خلال رئاسته مجلس القوى العاملة لتمكين الشباب السعودي من امتلاك المهارات العملية المطلوبة لسوق العمل، وساهم في تحقيق السعودة بالقطاع الخاص عبر صندوق تنمية الموارد البشرية الذي ترأس مجلس إدارته. إن جهود الأمير نايف "رحمه الله" في حفظ الأمن والتصدي للإرهاب تقف وراء النجاح الكبير الذي حققه الاقتصاد السعودي، إن عامل الأمن والأمان الذي أرساه الأمير نايف هو الدعامة الأولى للحراك الاقتصادي، والعامل الأساسي للإنجازات الاقتصادية الكبيرة التي حققتها المملكة؛ لقد أدى "رحمه الله" دورًا فاعلًا في النمو الكبير الذي شهده الاقتصاد الوطني، إذ أنه نجح بفكرة المحنك، وشجاعته في إرساء قواعد الأمن والأمان التي تعد الدعامة الأولى للنجاحات الاقتصادية، حيث أسهمت في جذب العديد من الاستثمارات العربية والأجنبية للمملكة، وأنعشت الاقتصاد السعودي. لقد كان الامير نايف "يرحمه الله" نعم القائد ونعم الأب، فمواقفه الإنسانية والسياسية تشهد على حكمته وإنسانيته وعطائه المتواصل، كما شهدت على رقي فكره وعظيم كرمه فهو صاحب القرارات الحكيمة والتحركات الواعية والمبادرات المتميزة . وفي ختام كلمتي أتقدم بأصدق التعازي والمواساة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع وإلى أشقاء الفقيد وأبنائه وكل أبناء الوطن كباره وصغاره، مؤكدًا أن الفقيد هو أخٌ ووالدٌ للجميع، ولا يمكن أن تنسى الذاكرة كل ما قدمه لوطنه سائلًا المولي العلي القدير أن يجعل الجنة مسكنه وأن يتغمده المولى القدير برحمته، وأن يلهمنا جميعًا الصبر والسلوان إنه سميع مجيب. بقلم المهندس الوليد الدريعان العضو المنتدب لشركة الخليج للتدريب والتعليم