\"البشت\" السعودي .. وجد أن كل سعودي يستطيع ارتداء \"البشت\" ، ففكر في طريقة تجعل البعض يدرك أهمية \"بشته\" فيحمله على كتفه أينما حملته قدماه ، ويلقي البعض الآخر ( اللي ماله ف البشوت ) ببشته بمجرد الانتهاء من \"مراسم\" تلك المناسبة التي ارتداه من أجلها ، ليتأبط \"كرتونا\" ذا لون أخضر يسمى : \" الملف العلاقي الأخضر \" !! وبهذه الفكرة العبقرية .. الذكية جعل هذا \"البشت\" المجتمع أهل بشوت و( أهل ملف علاقي اخضر) !! ومن فرط عبقرية هذا البشت أطلق على نفسه اسم \" البشت الدايم على الكتف \" واختصاره ( دائم الكتف ) . وأطلق اسم ( راعي البشت ) على صاحبه بدون اختصار !! وأطلق اسم بشت المناسبات على بشوت ( أهل الملف العلاقي الأخضر ) واختصاره ( الأغبر ) ! وسمى صاحب بشت المناسبات بأبو الملف العلاقي الأخضر واختصاره ( أبو ملف ) !! فنال البشت صاحب هذه الفكرة العبقرية من غريمه (بشت المناسبات) وفي الوقت نفسه جعل صاحبه ( راعي البشت ) يشعر أن له أهمية أكبر من ( ديمومته على الكتف ) !! وفي إحدى المناسبات ، وتحت شعار \" أنا وبشتي وكرسيي \" عقد هذا البشت العبقري مع صاحبه اجتماعا ثنائنا ، فاتفقا على اللا يتفق (بشت المناسبات) مع الملف العلاقي الأخضر فلا يحملهما سعودي في وقت واحد !! واتفقا على أن يظل ( أبو ملف ) في حاجة دائمة لا ينقطع عنها أبدا لملفه العلاقي الأخضر ، وأن يتأبطه في كل مكان وزمان ، وأن ينسى أين ومتى فسخ بشته ( الأغبر ) !! واتفقا على أن يقدم ( دائم الكتف ) لصاحبه ( راعي البشت ) خدمة جليلة ، وهي : أن يحميه من أي مساءلة أو محاسبة مهما راح ومهما جاء !! وأن يضمن له الجلوس على الكرسي حتى لو كانت رجله مكسورة .. والشر برا وبعيد !! وفي المقابل يلتزم ( راعي البشت ) لبشته ( دائم الكتف ) أن لا يطأ به مكانا يرتاده ( أبو ملف ) . رغم أن ( دائم الكتف ) لن يرى غريمه ( الأغبر ) في تلك الأماكن مثل الشوارع المحفرة والبيوت الشعبية والعشش والصنادق والمستشفيات المزدحمة ، فهو لا يظهر على كتف صاحبه ( أبو ملف ) إلا في مناسبات نادرة كأن يتزوج على سبيل المثال أو يدخل مكتب ( راعي بشت ) يقدم له معروضه في ملفه العلاقي الأخضر \"المنتف\" ، ولكن ( دائم الكتف ) نفسه شينه ! ويعرف أن صاحبه ( راعي البشت ) يسحبه من كتفه إلى \" عراقيبه \" وأكثر ما يخشاه ( دائم الكتف ) أن يعثر صاحبه ( راعي البشت ) في حفرة من حفر شوارع ( أبو ملف ) فيتبعثر ويتنثر !! وطبعا ( دائم الكتف ) لم ينس ذلك الحادث المشؤوم اللي صار لواحد من \" رفقاته \" على أحدى الطرق فطاح من على كتف صاحبه ( راعي البشت ) ولا حول ولا قوة إلا بالله !! وقد كتبت الصحافة عن ذلك الحادث في حينه ولكن / بالطبع / قبل قانون المطبوعات الجديد !! . وبالمناسبة يذكر أن ذلك البشت لاحظ أن صاحبه تأثر بعض الشيء مستلهما تلك المقولة المشهورة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : \" لو أن بغلة عثرة في الشام لسُئل عمر عن عثرتها \" فما كان منه إلا أن رتب على كتفه قائلا : \" ماتت رقاب يا أبو الشباب على مثل هذه الطرق من ( آل بو ملف ) - 10 آلاف يموتون سنويا ويصاب نحو 34 ألفا ويعاق منهم إعاقة مستديمة واحد من كل 4 مصابين حسب إحصائيات ( غير موثوقة ) !! وبعد أن مرت الأيام ، ووجد ( دائم الكتف ) التزاما بالعهود والمواثيق من قبل صاحبه ( راعي البشت ) كافأه بأن ألهمه - والله هو الملهم – بقانون المطبوعات الجديد ليحميه من أقلام الكتاب \" الملاقيف \" ، ( فدائم الكتف ) يعرف أُخيه (صاحبه) ويعرف \" ملاقيف \" الصحافة وأساليبهم في تغليف النقد ب/البناء فانفرجت أسارير( راعي البشت ) وتنفس الصعداء بعد أن كاد شيء من هامش حرية التعبير أن يسبب له بعض الصداع وشكر بشته ولسان حاله يقول : هؤلاء \" الملاقيف \" لا يدركون ولا يعلمون ولا يفهمون ما يمثله لي شعار : ( أنا وبشتي وكرسيي ) !!! تركي سليم الأكلبي [email protected]