تظل البيروقراطية والتعالي والنرجسية من العقد سببا في فشل قادة العمل الإداري كونها تعتمد على بروتوكولات ورسميات ما أنزل الله بها من سلطان؛ ومن أهم هذه العقد هي لبس البشت في غير مواضعه الرسمية التي تجعل من المسؤول في موضع تشريف وليس تكليف. أعترف أن المقارنة مع الغرب معادلة خاسرة .. في الغرب تستخدم ربطة العنق (باو تاي -Bow Tie) في المناسبات الرسمية جداً وهي تختلف عن ربطة العنق العادية (Tie) التي تستخدم في أماكن العمل ذات الطابع شبه الرسمي وهذا يعني أنه من المستحيل أن تجد مسؤولا كبيرا حتى بدرجة وزير يقوم بزيارة منشأة أو جهة أخرى وهو يرتدي باو تاي! وأتذكر أن الصحف الأسترالية انتقدت رئيس مجلس الوزراء الأسبق جون هاورد عندما ارتدى ربطة العنق الرسمية في زيارة غير رسمية! المقارنة قاتلة ولكن في نظري أن ارتداء البشت في غير مواضعه سبب رئيس في رفع نسبة (الهياط) والنرجسية وفرض طوق من الحصانة الاجتماعية والبروتوكولية لمن يتستر خلف البشت.. ماذا يعني أن يقوم مسؤول بواجباته (لاحظوا واجباته وليس شيئا آخر) من فئة وكيل وزارة أو مدير وهو يرتدي البشت؟! ماذا يفعل المسؤول بالبشت وهو يقوم بزيارة مرضى في العناية المركزة! وماذا يعني ذهاب مسؤول الشؤون الاجتماعية لزيارة الأيتام وهو متأبط البشت! عندما يرتدي المسؤول البشت في غير موضعه اعلم أنه يبحث عن نرجسية ومجد مفقود يسعى للوصول إليهما من خلال قطعة قماش .. أتمنى أن يصدر تعميم من قبل الوزارات بمنع ظاهرة بشوت المسؤولين عندما يقومون بمهام أعمالهم المطلوبة منهم.. المشكلة هي ما أن تدخل مكتب أي مسؤول إلا وتجد فيه أشكالا وألوانا من البشوت الحساوية المعلقة!