ليس \" البشت \" في حد ذاته مهما لنكتب عن ( سيرته الذاتية ) !. المهم هو التغيّر الذي يحدثه \" البشت \" في حياة الشخص ! البعض قد يرتدي \" البشت \" ليلة واحدة في العمر ثم يلقي به جانبا ! والبعض الآخر قد يتخذ نمطا حياتيا وعمليا وسلوكيا واجتماعيا معينا بمجرد وصوله ( لمرتبة البشت ) ، وهو الأمر الذي يَفرضُ بسببه \" البشتُ \" على ( راعي البشت ) قيودا على تحركاته ونمطا بروتوكوليا خاصا !. وهناك رجلان يلتزمان – عادة – بهذه القيود هما : الموظف الذي يتدرج – أو يقفز – في سلم الهرم الإداري حتى يصل إلى مرتبة البشت ( المنصب القيادي ) !. والشيخ الذي يتدرج في العلم الشرعي حتى يصل إلى مرتبة ( الفتوى ) !. فحينما يلازم البشت صاحبه في مكتبه فذلك أمر لا غبار عليه .. ! ولكن الأمر يبدو مختلفا حينما لا ترى ولا تسمع أن مسؤولا أرتكب في حياته العملية معصية واحدة ( لتعاليم ) البشت الغير \" سماوية \"! لذلك ، لن تجد \" أمينا عاما \" استقل سيارة بدون بشت وبدون مرافقين قبل موعد الاجتماع \" المعتاد \" بست ساعات على الأقل ليدخل شارعا ويخرج من آخر في حي كحي \" قويزة \" المنكوبة أو \" ك 14 \" المنبوذ على سبيل المثال لا الحصر ليرى بأم عينه الفوضى والحفر ومياه الصرف والمطبات ، وليجرب بنفسه الزحام والفوضى على \" متن \" سيارته الخاصة فربما ( عوّره قلبه .. يا لبي قلبه ) ! ولن تجدا مسؤولا في \" التجارة \" ولا في \" حماية المستهلك \" يتجول في الأسواق بدون بشت وبدون مرافقين يتفقد الأسعار ويدخل يده في إناء أي سلعة غذائية ليعلم ما إذا كان بأسفل الإناء مماثلا لما في أعلاه المعروض ! كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ! ولن تجد وزير الصحة يتجول بدون بشت وبدون مرافقين في أقسام مستشفى حي الثغر بجدة ومستشفى الملك عبد الله في بيشة وهما من أفضل الأمثلة لأهمية معصية ( تعاليم البشت ) !! ولن تجد شيخا يفتي بحرمة عمل المرأة يحمل مجلدا وقلما ، وبدون بشت ، وبدون مرافقين ، ليحصى الفقراء عددا .. ! ليقول بعد ذلك : لأن أُفتي بتحليل عمل المرأة ( الحلال ) لأهون عليّ من أقطع رزق أسرة تفرح بكل قرار يتوسع في فتح مجالا جديدا لتوظيف الفتاة لا يخالف ثابتا دينيا .. !! أما ما هو على النقيض تماما من ( مكانة ) البشت فهو الملف العلاقي الأخضر !. ولذلك لن تجد شابا يعبر الشارع بدون أن يحمل على رأسه ملفا علاقيا أخضر ، وقلما تجد مواطنا لا يوجد في سيارته أو منزله ملفا علاقيا أخضر .. !! وهنا نخلص إلى سؤال هو : أيهما جدير بحمله والتمسك ب ( تعاليمه ) : بشت يقيك عناء التفكير في حياة الناس ومعايشة أوضاعهم ولو للحظات أم ملف قد يكون مفيدا فقط في الساحة العامة وتحت أشعة الشمس أمام بوابة جهة تعتقد أن وراءها وظيفة ! [email protected]