مهما حاول بعض الناس أن يتخفى خلف وجه «مصوبن» وهي مفردة يقولها كبار السن عن فئة من الناس ممن يهتمون بتلميع وجوههم بينما قلوبهم مسودة ووجوههم مكفهرة على لمعانها، وألسنتهم قذعة لا تعرف سوى النفث بأبشع كلمات السخرية والتهكم والشتم، ومحاولة التقليل من شأن الناس؛ لأنهم موهومون بنرجسيتهم المتغطرسة بينما هم من الذين يدسون أنوفهم في كل أمر تمظهرا بالثقافة أو الرصانة، مهما فعلوا فلابد أن يأتي موقف ليكشف أقنعة المكياج الزائف الذي يطلون به وجوههم ويظهرون على حقيقتهم، هؤلاء كثر نصادفهم في أماكن خاصة وعامة في مجالس وفي مواقع عمل، دعوهم يفرحون برائحة الصابون الذي يفوح من وجوههم التي تقنعت بأقنعة الزيف الأخلاقي ومعهم وحولهم فريق يصفق لهم على سلوكياتهم الشاذة، وهم يرقصون حول جيف من الأخلاقيات الدنيئة التي تفضحهم، ولو حدث أمر لكان بعضهم لبعض خصيما، هؤلاء لن يكون الطهر الأخلاقي صفتهم ولن يكون الخير صنيعهم مهما بالغوا في التظاهر به ولن يكون نصيبهم من العارفين من الناس، سوى الاحتقار والازدراء والتجاهل، وكما قال زهير بن أبي سلمى في معلقته الشهيرة: فمهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم