الحوادث المرورية هذا الداء الذي بات يؤرق كل أسرة سعودية بل انه لا تكاد تكون هناك أسرة لم تفقد قريب أو حبيب لها في حادث سير على مر السنوات الماضية فكم من أم فقدت فلذة كبدها ؟ وكم من الأطفال يتموا بسبب حوادث السير المميتة , وقس على ذلك ألآف الإصابات البليغة التي أصبحنا نشاهدها ونسمع عنها بشكل ملفت عبر طرقاتنا المعبدة والتي أصبحت شماعة لأخطاء المتهورين في الكثير من الأحيان , أضف إلى ذلك الكثير من الخسائر المادية الجسيمة التي تخلفها الحوادث ولا ننسى الجانب النفسي لدى المصاب وذويه الذي قد يترك اثرا كبيرا على جوانب متعددة في حياته وقد يحول بينه وبين الحياة السوية ويجعل منه إنساناً مكتوف اليدين عاجزاً ان يكون عضواً فاعلاً في مجتمعه . وفي هذه الأيام تقام فعاليات أسبوع المرور الخليجي للعام 2010 م تحت شعار ( احذر أخطاء الآخرين ) اعتدنا منذ الطفولة على مثل هذه الأسابيع وهذه الشعارات التي تحاكي الواقع المؤلم , وللأسف انه في كل عام نرى الإحصائيات والأرقام المخيفة التي تبين حجم هذا الداء العضال الذي أصاب مجتمعنا وراح ضحيته الكثير من شباب هذا الوطن نتيجة للتهور في استخدام المركبة أو الجهل في أنظمة وقواعد المرور , وقد كشف تقرير إحصائي صادر عن الإدارة العامة للمرور أن عدد الوفيات نتيجة للحوادث المرورية للعام 1429ه بلغ 6485 وفية خلال عام واحد أي بمعدل 17 شخص كل يوم كما أشار التقرير إلى أن عدد المصابين بلغ 36 ألف مصاب , ومن خلال تقرير نشرته منضمة الصحة العالمية أن المملكة العربية السعودية سجلت أعلى نسبة وفيات في حوادث المرور على المستوى العربي والعالمي أيضاً وبهذا يزداد حجم المأساة . إننا بهذا نحتاج إلى إعادة النظر في مستوى وعي قائد المركبة بحجم مسؤوليته عن تصرفاته بهذه النعمة التي وهبها الله له واستطاع من خلالها أن يسابق الزمن وان يتنقل بين المدن المترامية الأطراف بسهولة وراحة ويسر هذه المسؤولية التي تتمثل في حسن الاستخدام واحترام القوانين المرورية الموضوعة لضمان سلامة السائق ومرافقيه من هذا الخطر الذي بات يهدد كل من يرتاد الطريق , إننا بحاجة إلى رفع مستوى الوعي لدى الشباب في الوقت الذي نحتاج فيه أيضاً إلى تطبيق صارم لنضام المخالفات المرورية للحد من تفاقم هذا الخطر , نحتاج إلى شعور ناضج يراعي حرمة النفس البشرية وعدم تعريضها للتهلكة بتصرفات لا مسئولة قد تلحق الضرر بالكثير من الأبرياء , نحتاج لوقفه جادة من كل فرد من أبناء هذا الوطن للحد من هذا الخطر الذي اصبح يداهمنا ليل نهار والعمل بجد لانخفاض هذه الأرقام والمؤشرات الخطيرة . عادل بن عبدالله آل عمر [email protected]