كان معلق قناة الجزيرة الرياضية علي الكعبي يعلن "لكن الصورة الحقيقية لم تظهر" معلقاً على حفل افتتاح المونديال الذي جاء دون مستوى التطلعات وهو يصف مباراة الافتتاح بين جنوب أفريقيا والمكسيك أمس، لكن الحقيقة أن "الصورة لم تأت" عبر قنوات الجزيرة سواء للمشتركين في المشفرة منها، أو حتى المتابعين عبر القنوات المفتوحة. في الدقيقة 12 للمباراة بدأت الانقطاعات تتوالى مستمرة بمعدل انقطاع بعد كل دقيقة بث تقريباً، وكان زمن الانقطاع يتباين بين الحين والآخر، ومع كل عودة كانت الأمنيات تسبق المتابعة بألا يكون أحد المنتخبين قد سجل، وألا يكون أول أهداف البطولة قد فات. في شريط صغير أسفل الشاشة، وضع تنويه يقول "هناك تداخل على قمر النايل سات.. يرجى متابعتنا على القمر الصناعي عرب سات 12341 أفقي، والقمر الصناعي نور سات 11585 عمودي"، وكأن مشكلة المتابع أن يفهم هذه التباينات التقنية، وأن يترك المتابعة ليقفز بين الأقمار بحثاً عن صورة تروي ظمأ انتظار السنوات الأربع الماضية، وتسد رمق التلهف لمتابعة مريحة ليس همها قراءة التنويهات الصغيرة، بل الحصول على ما سدد ثمنه، والحصول على متعة متابعة دون منغصات. ومع نهاية المباراة كانت التوضيحات تأتي مشيرة إلى تعرض شارة بث الجزيرة إلى عملية قرصنة وتشويش حيث أكد مذيع الاستديو التحليلي للقناة لخضر بريش أن هناك تعمداً للتشويش على البث وأن الجزيرة ستلاحق المسؤولين عن هذا التشويش بما يحفظ حقها وحق مشتركيها ومتابعيها. وفيما يبدو أنه رد عملي على نايل سات قام مسؤولو "الجزيرة الرياضية" بقطع الصورة عن التلفزيون الأرضي المصري الذي اكتفى في الدقائق العشر الأخيرة بعرض لقطات معادة من المباراة. من جهتها أكدت الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" أنه لا علاقة لها بالتشويش أو قطع البث أمس، وأن الاتهامات التي وجهتها إدارة قناة الجزيرة الرياضية إليها لا صحة لها. وقالت "نايل سات" على لسان العضو المنتدب لها المهندس صلاح حمزة في بيان: إن ما قالته "الجزيرة الرياضية عار تماما من الصحة وإن الشركة لا تتدخل أبدا في البث، ولا يمكن لها أن تقوم بالتشويش على قناة عاملة على أقمارها". وأكد البيان أن التقطيع الذي حدث في إشارة البث أثناء نقل المباراة الافتتاحية لكأس العالم جاء نتيجة إشارات تداخل مجهولة المصدر، وقامت نايل سات فورا بدراسة الموقف على أجهزة التحليل لمركز التحكم. وأشار إلى أن مركز تحكم نايل سات تعاون مع محطة الوصلة الصاعدة لقنوات الجزيرة الرياضية للقيام ببعض الإجراءات الفنية التي من شأنها تقليل تأثير التداخل. وقالت "نايل سات" إنها طلبت بالاتفاق مع شبكة قنوات الجزيرة من إحدى الشركات العالمية المتخصصة تحديد موقع إشارات التداخل وتحديد موقع المحطة مصدر التداخل، كما يبحث الجانبان حاليا بث قنوات الجزيرة التي تبث مباريات كأس العالم على أكثر من قناة قمرية على نايل سات لتأمين مشاهدة مباريات البطولة بشكل كامل.