حالة من الذعر ممزوجة ببصيص أمل، هذا هو حال مواطنة مطلقة (36 عاما) وابنتها (23 عاما) ترزحان بين مطرقة القتل، وسندان الظفر بحياة هانئة، إثر تلقيهما تهديدات بالقتل من الابن (18 عاما) الذي يعيش مع طليقها (الأب) وشقيقته الأخرى (21 عاما)، إذ علمت المواطنة من الجيران أن طليقها رصد مبلغ عشرة آلاف ريال نظير قتلها أو ابنتها التي لجأت إليها أخيرا. وأوضحت المواطنة (ن. ق) أنها تزوجت وهي في ال 13 من عمرها، وأنجبت أبناءها الثلاثة، قبل حصولها على الطلاق من زوجها، إثر خلاف نشب بينهما عقب عشرة ثمانية أعوام، مضيفة: «منذ طلاقي وعلى مدى 15 عاما، حرمني زوجي من رؤية أبنائي، واتجه بهم إلى مدينة الطائف». وأردفت المواطنة أنها عثرت عن طريق المصادفة على مكان دراسة ابنتها الكبرى، ودأبت على زيارتها وتقصي أحوالها غير مرة في مدرستها، إلا أن طليقها علم بزيارتها لابنتها، ما دفعه إلى حرمان أبنائها من التعليم، حتى يحرمها من رؤيتهم، وأشارت إلى أنها قررت في حينه زيارة أبنائها في منزل طليقها، الذي هددها بالقتل إذا ما رآها في منزله مرة أخرى على حد قولها. وزادت «ذهبت من مكة حيث أسكن لزيارتهم في الطائف، وطردني وابني تحت تهديد السلاح، قبل تدخل الجهات الأمنية في شرطة الحوية لتؤمن الحماية لي حتى غادرت الطائف، ما دفعني لرفع قضية ضد طليقي، وصدر حكم ألزمه بالسماح لي برؤية أبنائي مرة واحدة كل شهر، بإشراف مباشر من الشرطة». وذكرت أن طليقها زوج ابنتيها دون علمها، غير أن زوج ابنتها الكبرى كان يسمح لزوجته التي أنجب منها طفلتين بزيارة أمها، قبل وفاته بمرض السرطان؛ لتعود معاناتها مع شقيق زوج ابنتها، الذي تزوج ابنتها طمعا، في إرثها الذي خلفه لها شقيقه الراحل. وألمحت إلى أن زوج ابنتها الأخير طلب منها منحه وكالة عامة لإدارة شؤونها، الأمر الذي استجابت له ابنتها، لكنه استغل التوكيل في تحويل المبالغ المالية المقدرة ب 71 ألف ريال نصيبها من إرث شقيقه إلى حسابه، وتركها تعيش مع والدها وشقيقها، اللذين انتهجا أساليب تعذيب ضدها وطفلتيها. وانتهت الأم إلى أنها طلبت من زوج ابنتها الحضور للمفاهمة حيال وضع ابنتها، بيد أنه تهرب من الرد وأخذ طفلتيه وترك زوجته في منزل والدتها، ما دفع والد وشقيق وزوج الفتاه لإمطار الأم برسائل التهديد بالقتل مرة أخرى، قبل لجوئها إلى شرطة الشرائع ومحكمة الطائف لطلب تطليق ابنتها من زوجها. من جهته، أكد الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبد المحسن الميمان استلام ملف بالأدلة التي تمتلكها الأم، مشيرا إلى أن الشرطة ستتخذ الإجراءات الأمنية النظامية وستتابع تفاصيل القضية.