أعلنت وزارة الحج إطلاق برنامج حج منخفض التكاليف يتم تطبيقه في موسم العام الحالي للمرة الأولى، ويمنح مزايا لشركات الحج الراغبة في الانضمام إليه، في حين توقع مستثمرون وأصحاب شركات حج ألا يجد البرنامج إقبالاً كبيراً من كثير من الشركات، خصوصاً أنه لا يغطي التكاليف التي ستتحملها الشركات، إضافة إلى أنه جاء في وقت من المتوقع أن يتراجع فيه عدد حجاج الداخل والخارج بسبب أنفلونزا الخنازير. ويتزامن إطلاق البرنامج الذي كانت الوزارة تدرسه من فترة طويلة، مع ارتفاع حجم الخسائر التي تعرض لها المستثمرون في قطاع الفنادق والأبراج السكنية في مكةالمكرمة، والتي سجلت نسبة الإشغال فيها تراجعاً كبيراً في موسم العمرة الحالي، وفقا لصحيفة \"الحياة\" المحلية. وكانت وزارة الحج بحثت منذ فترة طويلة برنامج حج منخفض التكلفة لحجاج الداخل، وتم إقراره على أن يبدأ تطبيقه من حج هذا العام، وهو ليس إلزامياًَ، ومنحت الوزارة الشركات الراغبة في تقديم هذا البرنامج مزايا خاصة، وتبدأ الأسعار من 1900 ريال للحاج، وبحد أقصى 3900 ريال، بحسب فئة المخيم. وقال رئيس مجلس إدارة شركة الإتقان للحج المستشار أيمن السراج إن وزارة الحج قامت بتنظيم البرنامج منخفض التكلفة ومنحت الشركات الراغبة في تقديم هذا البرنامج مزايا خاصة، والأسعار تبدأ من 1900 ريال للحاج وبحد أقصى 3900 ريال بحسب فئة المخيم، وحددت مواصفات الخدمات في منى بأن يكون السكن في خيام مطورة، وتخصيص مساحة 1.6 متر مربع للحاج الواحد مع فرش الخيمة بالزل وتخصيص مرتبة إسفنج ومخدة وبطانية لكل حاج. وأضاف السراج \"أما في عرفة فيكون السكن في خيام عادية مكيفة تكييف صحراوي، مع تخصيص مساحة 1,6 متر للحاج ودورة مياه واحدة لكل 50 حاجاً، مع فرش الخيمة بالزل فقط\". وأشار إلى أن الإعاشة تتكون من وجبة إفطار من نواشف وفول وبيض، ووجبة الغداء رز باللحم أو الدجاج، ووجبة العشاء من إيدامات وفول وبيض ونواشف، مع توفير مياه، ومشروبات باردة وساخنة مع الوجبات. وأوضح أنه سيتم استخدام حافلات مكيفة مطابقة للمواصفات من مدينة الحاج إلى المشاعر المقدسة والعودة، علماً بأن السعر لا يشمل النقل الجوي. وقال السراج إن المزايا التي قدمتها الوزارة للشركات الراغبة في الانضمام للبرنامج، تشمل رفع الحد الأعلى لنسبة تخصيص المخيمات إلى 80 في المائة من العدد المصرح لهم به، وتأجيل سداد أجرة مخيم منى حتى 15 من ذي الحجة، إضافة إلى السماح لشركة الحج باستئجار 90 في المائة من حافلاتها من خارج المملكة، وإمكان زيادة عدد الحجاج المرخص له بخدمتهم، والترشح للجائزة التقديرية من وزير الحج. ورأى السراج أن برنامج الوزارة سيسهم في الحد من الشركات المتلاعبة ومن الافتراش في المشاعر، خصوصاً أنه سيصبح في متناول الكثير من الحجاج دفع الرسوم وتأدية فريضة الحج. ولفت إلى أن الخسائر التي تعرض لها أصحاب الفنادق والأبراج السكنية تعود إلى زيادة العرض الموجود وقلة الطلب في ظل أسعار الفنادق والأبراج المرتفعة، مشيراً إلى أن مرض أنفلونزا الخنازير لم يؤثر بشكل كبير، خصوصاً أن وزير الحج أكد زيادة المعتمرين هذا العام بنحو 300 ألف معتمر مقارنة بالعام الماضي. من جهته، وصف مدير شركة حملة الإحسان عبدالله الغامدي البرنامج بأنه جيد، خصوصاً للحجاج الذين لم يتمكنوا من أداء فريضة الحج في السابق بسبب ارتفاع الأسعار، إلا أنه توقع ألا يجد إقبالاً من الشركات، لأن السعر الذي حددته الوزارة لن يكفي لتغطية تكاليف الشركات. وتوقع الغامدي أن يتسبب البرنامج في زيادة مشكلات شركات الحج وكذلك الحاج نفسه، نظراً لأن الكثير من الحجاج يطالب بخدمات عدة وذات جودة عالية، بينما البرنامج يشتمل على خدمات عادية. ولفت الغامدي إلى أن الكثير من الشركات تتجه حالياً إلى خفض رسومها خلال موسم الحج بسبب مرض أنفلونزا الخنازير الذي ظهر أثره في إقبال المعتمرين سواء من الداخل أو الخارج، مشيراً إلى أن برنامج الوزارة مخطط له من قبل ظهور المرض، وسيتم تطبيقه العام الحالي. وتوقع زيادة إقبال المقيمين على الحج بعكس السعوديين المتوقع تراجع عددهم، هذا العام، إضافة إلى حجاج الخارج، لافتاً إلى أن الكثير من المستثمرين في الأبراج السكنية والفنادق الراقية تعرضوا لخسائر كبيرة في موسم عمرة هذا العام تجاوزت 60 في المائة.