عندما كانت «عالمة اليوم» وطفلة الأمس غادة المطيري تدخر جزءا من مصروفها اليومي لتشتري الأجهزة الإلكترونية لفك رموز تركيباتها الداخلية وهي طفلة، فقد تنبهت حينها للحنين الفطري نحو العلوم الذي ظل يتبرمج في عقلها وهي تعيش سنواتها الأولى في صقيع أمريكا.. وكانت تلاحق الإلهام والإنجاز والإعجاز في بحوث شخصيات، وهي تتصفح سيرتهم ووجدت أنها لا تنسى البحوث التي تقرأ عنها رغم أنها لا تزال تدرس التعليم العام محاولة أن تستحدث في عقلها «الأفكار» وتخزين معلومات كل ما قرأته.. ولأنها سليلة أسرة علمية متعلمة مستلهمة؛ فأمها أستاذة كيمياء غرست حب المعامل في غادة باكراً، التي فتحت عينيها على أمريكا ومعاملها وتقنياتها عندما كان والدها «مطلق» يطلق عنان فكره لنيل الدرجات العلمية في «إدارة العدالة». البروفيسور غادة.. العالمة السعودية بحسب صحيفة" الشرق " دائماً ما تؤكد سعيها إلى شرح أهمية وماهية البحث العلمي في الجامعات السعودية، مؤكدةً قيمة الإنجاز العلمي التي كانت والدتها «نجاة المطيري» قد غرست فيها وفي إخوتها مبدأ المسؤولية، فكانت رغم عملها وعلمها تعشق الجلوس بين أبنائها ولا تخرج إلا نادراً، ولا يمكن أن تحل الساعة السابعة مساءً إلا وهي بينهم، مؤكدةً أن والدتها التي كانت سراً من أسرار نجاحها وامتلكت «خلطة» سرية لنجاحها هي وأخواتها لم تلاحق العادات والتقاليد ولم تكن مطاردة لحفلات الزفاف حتى الفجر، إنما كانت مستثمرة للوقت لجني ثمار سهرها وجدها وتعبها فخرجت بإنجاز خمس شهادات دكتوراة نالها جميع الأبناء الخمسة فكانت معلمهم «الأول». البروفيسورة المطيري الثلاثينية الطموحة التي نالت بكالوريوس الكيمياء عام 2000 من جامعة «أوكسيدينتال» بلوس أنجلوس وماجستير في الكيمياء الحيوية من جامعة كاليفورنيا ونالت الدكتوراة في الهندسة الكيميائية التي أنجزت فأعجزت كل منافسيها عندما تمكنت من التفوق على مستوى 50 ولاية أمريكية و10 آلاف بحث علمي عندما استطاعت استخدام الضوء في العمليات الجراحية بدلا من مباضع الجراحين وتخصصت وأبدعت في علم «النانوتكنولوجي» في اختراع صنع لها الانفراد حيث نالت أرفع جائزة للبحث العلمي في أمريكا عندما حصلت على جائزة الإبداع العلمي من أكبر منظمة لدعم البحث العلمي في أمريكا وقيمتها 3 ملايين دولار وتمنح لأفضل بحث بين 10 آلاف بحث لتنقش اسم بلادها واسمها بحروف من ذهب كعالمة سعودية منفردة ومغردة خارج سرب «الاعتيادية» عازفة وترا سادسا من سيمفونية الإبداع العلمي. البروفيسورة المطيري التي ترأس مركز أبحاث حاليا في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو استطاعت اكتشاف معدن يمكن أشعة الضوء من دخول الضوء إلى جسم الإنسان في رقائق «الفوتون» مما يغني مستقبلا عن العمليات الجراحية وفتحت العالمة السعودية بذلك آفاق جديدة وواسعة من الابتكار لاستخدام الفوتون وتحاشي العمليات الجراحية سائرة نحو علاج عدة أمراض ومنها الأمراض المستعصية ومنها «السرطان» دون فتح الجسم والإضرار به وأيضا علاج عضلة القلب دون حدوث خلل أو جلطات. المطيري بسحنتها «البريئة» وبلكنتها «العربية الفصحى» و«لهجتها» السعودية الأصيلة وبملامحها «الطفولية» وبنظراتها «العلمية» وبإيحاءاتها «الفطرية» وبإيماءاتها «الوطنية» أكدت أكثر من مرة على أهمية القراءة والاطلاع لأي صاحب أمل أو طموح مؤكدة أن البحث العلمي يحتاج إلى الصبر والإصرار فهي وصفة ناجحة ناجعة لإنجاز أي مشروع علمي. وتعكف العالمة المطيري على مشروعين طبيين جديدين ستتفتح معهما آفاق جديدة إلى العالمية مصرة وملمحة على أنها «عالمة من أرض السعودية» وإن بلادها هي الأصل ولها الفضل عليها حيث تجدد أمنياتها بأن يكون معملها حلقة وصل ونقطة وصال بين مراكز الأبحاث والجامعات الأمريكية ومثيلاتها بالسعودية.