دعا اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة العالم إلى التحرر من استخدام الدولار الأمريكي، منبها على ضرورة تخلي البشرية عن الرق والتبعية للولايات المتحدةالأمريكية وشركاتها، مؤكدا ان واشنطن إلى زوال واقتصادها إلى ذبول ، وحض الدول الغنية على عدم تقديم القروض لها، منددا بخطط الانقاذ الاقتصادية حول العالم. واتهم بن لادن خلال تسجيل صوتي بثته قناة \"الجزيرة\" الفضائية اليوم الجمعة الولاياتالمتحدةالامريكية والدول الصناعية الكبرى بالوقوف وراء التغير المناخي ومخاطره ، مطالبا بمقاطعة البضائع الأمريكية لضرب اقتصادها وإرغام مصانعها على التوقف عن العمل وإصدار الغازات المسببة للاحتباس الحراري. واعتبر زعيم تنظيم القاعدة إن الحديث عن التغير المناخي \"ليس ترفا فكريا وإنما حقيقة واقعة، فآثار الاحتباس الحراري قد عمت جميع قارات الدنيا\"، مضيفا أن حديثه مخصص للبحث عن \"حل للأزمة من جذورها\" متهماً الدول الصناعية، وخاصة الكبرى منها، بأنها \"تتحمل مسؤولية أزمة الاحتباس الحراري.\" وأشار بن لادن إلى أن الدول الصناعية تداعت إلى اتفاقية كيوتو ووافقت على الحد من انبعاث الغازات الضارة، الا انه ندد بما قام به الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، ومعه الكونغرس لجهة \"رفض هذه الاتفاقية إرضاء للشركات الكبرى،\" واصفاً إياهم بأنهم \"الجناة الحقيقيون على المناخ العالمي.\" كما اعتبر بن لادن أن الدول الصناعية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة \"كانت وراء الأزمة المالية العالمية الراهنة، وهم أنفسهم وراء المضاربة والاحتكار وارتفاع الأسعار في أرزاق العباد، وهم أيضا وراء العولمة وتبعاتها المأساوية، فقد أضافت عشرات الملايين إلى قوائم الفقراء والعاطلين عن العمل\"، مؤكدا أن العالم \"مختطف من قبل أصحاب الشركات الكبرى التي تسير به نحو الهاوية. وندد بخطط الإنقاذ الاقتصادي التي تدعيها واشنطن، معتبراً أنها \"تؤخذ أموال الناس مرتين بغير حق، مرة باحتيال الشركات واحتكارها، وأخرى باحتيال الحكومات وسلطانها،\" كما انتقد منح الرئيس الأمريكي باراك أوباما، جائزة نوبل للسلام، معتبراً أن الخطوة \"إمعان في مخادعة البشر وإذلالهم.\" وحدد زعيم تنظيم القاعدة مجموعة من الخطوات الواجب اتخاذها لمواجهة التحديات المناخية والاقتصادية، وعلى رأسها الاقتصاد وتجنب الترف في متطلبات الحياة، وتعطيل الاقتصاد الأمريكي من خلال التوقف عن شراء واستهلاك البضائع المنتجة في الولاياتالمتحدة لخفض الغازات الضارة. كما حض على الامتناع عن التعامل بالدولار و\"التخلص منه بأسرع ما يمكن،\" معتبراً أن تلك الخطوة \"سبيل مهم لتحرير البشرية من الرق والتبعية لأميركا وشركاتها،\" وقال: \"أحسب أنه ستكون خسارته (الدولار) أمام اليورو أكثر من 100 في المائة بكثير، ولا يخفى على العارفين بالعلوم العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية أن نجم أميركا إلى أفول واقتصادها إلى ذبول، وسفينة الدولار تغرق والسعيد من وُعظ بغيره. \" وختم بن لادن بالقول: \"أمام العالم فرصة تاريخية نادرة ليتحرر من التبعية لأميركا... فيا أيها الناس أهل الأرض جميعا، ليس من الإنصاف والعدل ولا من الحكمة والعقل أن يترك العبء على المجاهدين وحدهم في قضية يعم ضررها العالم أجمع، فالمطلوب منكم يسير، وهو أن تحكموا عليهم الحصار.\" ويأتي هذا التسجيل بعد خمسة أيام من آخر شريط منسوب لزعيم القاعدة، أعلن فيه مسؤولية حركته عن محاولة الطالب النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب، الفاشلة لتفجير طائرة أمريكية أثناء أعياد الميلاد، وتوعد فيها بمواصلة استهداف الولاياتالمتحدة في ظل استمرار دعمها لإسرائيل. واستهل بن لادن كلمته المقتضبة التي بثتها قناة \"الجزيرة\" أيضاً بالقول من أسامة إلى أوباما. السلام على من اتبع الهدى.. لو أن رسائلنا تحملها الكلمات لما حملناها بالطائرات.. الرسالة المراد إبلاغها عبر طائرة المجاهد عمر الفاروق هي تأكيد على رسالة سابقة بلغها أبطال 11 سبتمبر\".