بعد أكثر من 700 يوم من تغيب الشاب "أسامة النجمي"، أسدلت الجهات الأمنية في العاصمة المقدسة أمس الستار عن ملابسات اختفائه بعد أن أثبتت تحاليل الحمض النووي DNA أن الهيكل العظمي الذي عثر عليه قبل 60 يوما في منطقة الصهوة في الشمال الشرقي لمكة تعود للنجمي الذي أبلغت أسرته عن خروجه من المنزل وعدم عودته. وكشفت التحقيقات أن أصدقاءه الذين أطلق سراحهم سابقًا وراء قتله بعدما قاومهم ورفض اعتدائهم عليه جنسيًا، فقرروا التخلص منه. وتعود أسرار القضية إلى اختفاء أسامة فجأة من شرائع المجاهدين الذي يقطن فيه بعد ما كان بصحبة أحد أصدقائه بشهادة شقيقه الأصغر الذي شاهده، حيث قام صديقه بإركابه لقضاء الاحتياجات وانتظرت أسرته قدومه إلا أنه طال اختفاؤه ليتم إبلاغ الجهات الأمنية التي كثفت حينها البحث عنه دون جدوى، كما تم القبض حينها على صديقه واثنين آخرين وأنكروا علمهم بمكان تواجده، وأوقفتهم جهات التحقيق لعدة أشهر ليتم إطلاق سراحهم لاحقا. وأكدت مصادر أمنية؛ في شرطة العاصمة المقدسة أن شخصا فك الشفرة بالعثور على هيكل عظمي خلف عواقم ترابية بمنطقة الصهوة بالعاصمة المقدسة قبل شهرين، وقام بإبلاغ الجهات الأمنية التي باشرت الحالة بانتقال فرق الدوريات الأمنية بالعاصمة المقدسة ومركز شرطة الشرائع والطبيب الشرعي والبحث الجنائي وخبراء الأدلة الجنائية حيث جرى الإطلاع على الهيكل ومحاولة العثور على أدلة أو قرائن تمكن من معرفة هوية المتوفى. وأبانت المصادر وفقا ل "صحيفة مكة"، أنه تم أخذ عينات من الهيكل العظمي وأثبتت نتائج تحليل DNA أن المتوفى هو الشاب المتغيب أسامة النجمي ووجه مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء عساف سالم القرشي بتكثيف البحث عن الجناة والقبض عليهم وبعد التحقيقات والتحري كانت المفاجأة أن الجناة هم المتهمون السابقون الذين أطلق سراحهم. وأضافت المصادر؛ وبتكثيف البحث عنهم عثر رجال أمن وحدة بحث مركز شرطة الشرائع على أحدهم بحي الهنداوية بالعاصمة المقدسة الذي أنكر في بداية التحقيقات لكن سرعان ما اعترف بعد محاصرته بالتهم والتي أدت إلى كشفه عن اعترافات مثيرة كشفت عن جريمتهم البشعة. وقالت المصادر؛ إن محاضر التحقيق تضمنت اعترافات أحد الجناة إذ قال فيها "إنه وبرفقة صديقيه تم خطف الشاب النجمي من الحي الذي يقطنه وحينما رفض مسايرتنا تم إجباره تحت تهديد السلاح الأبيض "سكين"، والتوجه به لمنطقة الصهوة الرابطة بين الجعرانة وبئر الغنم شمال شرق مكةالمكرمة وهي من المناطق الواقعة خارج النطاق العمراني"، وأضاف في اعترافه؛ حاولنا الاعتداء عليه بفعل الفاحشة إلا أنه قاومنا بعنف، ما دفع أحدنا لتسديد عدة طعنات تسببت في وفاته فتخلصنا من جثمانه بإلقائه بعيدا عن المارة والهرب. وبينت المصادر؛ أنه تم القبض على الجاني الثاني في حي شرائع المجاهدين، وعلى الثالث بالتنسيق مع الجهات الأمنية بمنطقة عسير، وجرى إحالتهم لشرطة العاصمة المقدسة للتحقيق تمهيدا لإحالتهم للقضاء الشرعي.