احتج رجل باكستاني على رجم زوجته الثانية حتى الموت بسبب زواجها منه، رغم اعترافه بقتل زوجته الأولى قبل 6 سنوات، من أجل الزواج من الثانية. و قُتلت فرزانة بارفين (25 عامًا)، بعد أن شارك 30 رجلًا، بينهم والدها وإخوتها، في رجمها أمام المحكمة، لأنها تزوجت رجلًا أحبته من دون موافقة أهلها، في ما يعتبر في باكستان جريمة شرف. وطالب زوجها محمد إقبال (45 عامًا) بالاقتصاص من قتلة زوجته، قائلًا: "كنت أحب فرزانة كثيرًا، وقتلت زوجتي الأولى بسبب هذا الحب". وقال محمد إقبال، زوج المرأة الباكستانية الحامل التي ضربها أقرباؤها حتى الموت بحجارة الطوب، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأمريكية إنه قتل زوجته الأولى ليتمكن من الزواج بالمقتولة. وقالت الشرطة الباكستانية إن فرزانة بارفين (25 عاماً) تعرضت لهجوم الثلاثاء، بالقرب من محكمة عليا، في مدينة لاهور الباكستانية على يد مجموعة تتألف من حوالي 20 شخصاً، بمن في ذلك إخوتها ووالدها وابن عمها، الذي أرادت أسرتها تزويجها به. وأفاد مسؤولون في الشرطة بأن بارفين رفضت الزواج من ابن عمها، الذي اختارته عائلتها، وقررت بدلاً من ذلك الزواج برجل أرمل يدعى محمد إقبال، والذي تقول الشرطة إن زوجته الأولى قتلت قبل ستة أعوام. هذا وقد اشتكى ابن إقبال من زوجته الأولى بتهمة قتل والدته، لكن إقبال خرج لاحقاً بعد دفع كفالة، لأن ابنه سامحه على فعلته، وقد أكد الابن، أورونجزيب، أقوال والده ل «سي إن إن»، مضيفاً أن إقبال أمضى عاماً في السجن. أما الشابة التي قتلت، بارفين، فقد كانت حاملاً بالشهر الثالث عند قتلها، إذ قام أحد أفراد أسرتها بلف حبل من القماش الخشن حول عنقها، بينما حطم أشقاؤها حجارة الطوب على رأسها، وفقاً لأقوال المسؤول في الشرطة، مشتاق أحمد، نقلاً عن التقرير الأولي في الحادثة. واعترف والد الفتاة، الأربعاء، بفعلته بعد إلقاء القبض عليه، ولم يبد أي ندم، وفقاً لأقوال الشرطة، التي أشارت إلى إصدارها محاضر تفتيش في حق الرجال الآخرين، في الوقت الذي طالب فيه رئيس وزراء باكستان، نواز شريف، من رئيس الشرطة في منطقة بنجاب تقريراً عن الحادثة. وسرد «إقبال» بقية قصته، قائلاً إنه كان من جيران عائلة بارفين، وأنهما كانا سيتزوجان بموافقة من العائلة خلال العام الماضي، وكجزء من الاتفاق منح إقبال والد «بارفين» 80 ألف روبية ومجوهرات من الذهب. لكن والدة «بارفين» توفيت في ديسمبر الماضي، وغير بعدها الأب والأشقاء رأيهم بزواجهما وفقاً لأقوال إقبال، وأن بارفين ستتزوج من ابن عمها، ولكن «بارفين» هربت مع إقبال ليتزوجا في مراسم بإحدى المحاكم في السابع من يناير. وأشار «إقبال» إلى أن زواجه ب «بارفين» أثار غضب عائلتها التي طالبته بدفع مائة ألف روبية (أي ما يعادل ألف دولار تقريباً) لتتركهما على قيد الحياة، لكن إقبال الذي يعمل مزارعاً في بنجاب لم يملك مثل هذا المبلغ. عندها قامت العائلة برفع شكوى على إقبال بأنه اختطف ابنتهم، وكانت «بارفين» في طريقها للمحكمة لتشهد بأنها تزوجت «إقبال» بإرادتها، عندها وقع الهجوم خارج المحكمة وفي العلن.. إقبال شهد رجم زوجته وحاول الاعتراض على الهجوم لكنهم أبعدوه عنهم، مشيراً إلى أنه لم يتدخل أحد لمساعدتها من المارة بل كانوا يتجمهرون ويشاهدون. وذكر تقرير صادر عن لجنة حقوق الإنسان في باكستان في أبريل الماضي أن 869 امرأة باكستانية كن ضحايا لجرائم الشرف في العام الماضي، في الوقت الذي أشارت فيه الناشطة في مجال حقوق الإنسان في إسلام أباد، فرزانا باري، إلى أن الرقم الفعلي للضحايا يمكن أن يكون أعلى، وأضافت أن الناس خارج إطار العائلة لا يتدخلون عند وقوع الجرائم حتى في العلن، لأنهم يرون أنها مواضيع خاصة بالعائلة.