تفاجأ قراء صحيفة "عكاظ اليوم" اختفاء مقال للكاتب أحمد العرفج، تم تداوله بشكل واسع على قناة التواصل الاجتماعي "تويتر"، منذ مساء البارحة. وكان العرفج كتب مقالاً يحمل عنوان" هل انتهى الكوتش سامي الجابر؟" ذكر فيه تسعة أسباب تجعل من سامي الجابر مدرب نادي الهلال مدرباً غير ناجحاً -على حد وصفه-، والذي لاقى تبايناً في الآراء بين مؤيد ومعارض. وحسبما ورد في موقع" المناطق "الالكتروني كشفت معلومات أن ضغوطاً مُورست على الإدارة لحذف المقال من الصحيفة، وأن ميول رئيس تحريرها الزميل ثامر الحميد له دور في ذلك. (في بداية الدوري كتبت في تويتر "ناصية" أقول فيها: "رغم نجومية الأخ سامي الجابر إلا أنه في نظري ليس أكثر من معلم في مطعم مندي أو معلم كبدة وليس له علاقة بالتدريب."، ! بعد هذه التغريدة غضب مني بعض الهلاليين، كما غضب مني صديقي معلم الكبدة "عم حسن" الذي "يبسط بعد الفجر" في قلب جُدة –بضم الجيم- قائلاً: كيف تشبّه سامي الجابر بنا، وهو رجل يقتات على الشرهات والأعطيات، ونحن –كما ترى- أمام الصاج تلفح وجوهنا النار في كل الأوقات؟! حقاً ؛ بعد هذه التغريدة دار جدل طويل حول المقولة بين مؤيد ومعارض، ناهيك عن "الريتويت" التي نالتها، حيث تجاوزت 2000 ريتويتة، والآن بعد أن انتهى الدوري دعوني أشرح ما قلته لكي تتضح الصورة، مع أنها لن تتضح، فبعض الناس جُلب على العباطة والتعالي على فهم ما يُراد. نعم سامي مدرب غير ناجح وإليكم الأسباب. أولاً: لم ينل حظاً كبيراً من الممارسة والتدريب والتأهيل، فهو مكث بضعة أيام في فرنسا، لا نعلم ماذا صنع هناك، ثم جاء ليدرّب أقوى فريق في السعودية وهو "الهلال" لتنطبق عليه في ذلك مقولة "أول ما شطح نطح"، ويكفي أنه يدرّب لاعبين لعبوا بجانبه مثل سعود كريري والشلهوب. ثانياً: لم يفز الرائد على الهلال منذ عشرين عاماً، ولكن فوز الرائد حدث في عهد سامي. ثالثاً: من خلال السنوات الماضية يتضح أن بطولة كأس ولي العهد كانت حكراً على الهلال كالشرهة أو الجائزة الموسمية، مع ذلك طارت في عهد سامي الجابر. رابعاً: منذ أن وُجد النصر لم يفز على الهلال مرتين خلال ستة أشهر إلا في عهد سامي وبنفس النتيجة، وكلها مباريات مصيرية، مع أن التاريخ ينبئنا أن النصر نادراً ما يفوز على الهلال في مباراة خروج مغلوب. خامساً: منذ عشرات السنين والهلال يكون بينه وبين الأول إما نقطة أو نقطتين على حد أقصى وأحياناً فارق الأهداف كما حدث مع الاتحاد قبل سنوات، ولكن في عصر سامي حسمها النصر قبل نهاية الدوري بأسبوع وبفارق أربع نقاط. سادساً: في هذا الموسم كانت الفرق مثل الشباب والاتحاد والأهلي والفتح يمرون بأصعب الظروف، وكانت الفرصة مواتية بأن يجمع الهلال كل البطولات، قياساً على قوة عناصر الفريق الهلالي، ولاعبه المجنون نيفز، ولكن نظراً لأن سامي مدرب أقل من المتواضع خرج الهلال بلا أي بطولة، ويبدو أن الهلال في هذه السنة يُشبه سيارة لكزس فخمة يقودها بنغالي غشيم! سابعاً: سامي امتاز بالذكاء حين كان لاعباً، فكان يسجّل من نصف فُرصة رغم امتلاكه ربع موهبة، لكن تصريحاته كمدرب أظهرت سذاجة كبيرة، حيث صار من السهل استدراجه خارج المستطيل الأخضر، والشواهد كثيرة على ذلك، مثل قضية أصله وفصله و معركة الملابس والدخول في مشاكل مع الشركة الراعية. ثامناً: المدافعون عن سامي الجابر ينطلقون من فكرة دعم السعودة والمدرب الوطني، وهنا أقول: إن كرة القدم كالصحة والتعليم يجب أن لا تخضع للسعودة، بل تخضع للكفاءة والجدارة والجودة، إلا إذا اعتبرنا نادي الهلال مشابهاً لسوق الخضار الذي يعتبر حقلاً خصباً لتجارب السعودة. تاسعاً: ثلث مباريات الدوري حقق فيها الهلال هدف الفوز في الدقيقة تسعين وما بعدها، وهذا يدل على أن الهلال في عصر سامي أصبح يعاني من تعسر في ولادة الأهداف التي لا تتحقق إلا بولادة قيصرية و تأتي في الوقت الضائع أو ما بعده. في النهاية أقول: يعاتبني كثير من الناس على تلك اللغة التي نتعاطى فيها مع سامي، وما علموا أن الخطاب يأتي على قدر المُخاطَب، فسامي وصف لاعبي السد القطري قبل سنوات بأنهم "حيوانات"، كما أنه همّش الإدارات الهلالية السابقة وقلل من أسطورة ماجد عبد الله، وزعم أنه أسطورة الهلال، رغم أننا نعرف كعُقلاء أن أسطورة الهلال هو الثنيان، وقد نعتبر سامي أسطورة إذا كان المقصود شيئاً غير حقيقي، كما أن سامي تعالى على الناس، وأثار ما كان مدفوناً في "شعيب النميلات".. كل هذه الممارسات من سامي جعلتنا نرد له الدين دينين، ولو زاد لزدنا. وأخيراً أقول أن الكباتنة الدعيع والهريفي أيدا ما كتبته حول تواضع إمكانات سامي الفنية، وإن كانت رغبة الجماهير النصراوية تتمنى بقاء سامي في تدريب الهلال ، لأنهم يتفاءلون بتحقيق البطولات أمام الهلال طالما أن الكوتش eسامي هو المدرب.