لم تكفه وثيقة الزواج لكتابة شروط الفتاة ووالدها، فما كان من مأذون الأنكحة إلا أن قرر إرفاقها بمذكرة، والاكتفاء بإبقاء خانة الشروط خالية إلا من سطر كتب فيه «الشروط بحسب المذكرة المرفقة»، أما العريس فكانت الابتسامة رفيقته وهو يوافق على الشروط التي اعترف للشيخ أنه كتبها بخط يده لقناعته بأنها جميعها لا تستحق التدوين، وستحقق دون كتابة، ولكن رغبة العروس ووالدها كانت أقوى منه، فما كان منه إلا أن وافق، فيما تمثلت الشروط في السكن المستقل، ومضاعفة المهر في حالة الانفصال. قصص طريفة متعددة عن الشروط التي يضعها الأزواج والزوجات قبل عقد القران تحملها ملفات وذكريات مأذوني الأنكحة، وبحسب الشيخ محمد البواردي مأذون أنكحة في جنوبالرياض فإن عدم الإيفاء بتلك الشروط لا يؤدي إلى فسخ عقد النكاح. ويشير الشيخ البواردي إلى أن أغرب الشروط التي مرت عليه خلال عمله كمأذون أنكحة لأكثر من ثلاث سنوات هو اشتراط والد فتاة كبير بالسن على زوج ابنته أن يحضرها أسبوعيا لمدة يوم أو شهريا يحضرها لمدة أسبوع كامل خوفا من أن تنقطع بنته عنه خاصة وأن زوجها سيعيش خارج منطقة الرياض، غير أن تفاهم الزوجة وزوجها كان أكبر من الشرط الذي مر بسلام. وأشار المأذون إلى أن أغلب اشتراطات الفتيات وذويهن في عقود الزواج تتلخص في ثلاث نقاط، وهي الدراسة والسكن المستقل والعمل إن توفر، غير أن الكثير من الفتيات بحسب البواردي أصبحن أكثر وعيا وتقبلا، وبعض الأهالي يبحثون عن الزوج الصالح لبناتهم، وعن المهور قال: «أغلب العقود التي مرت علي لم يطلب الأب من الزوج الكثير من المال، غير أنه استغرب من البعض الذي يرى الزواج كعملية بيع وشراء». في حين يؤكد الشيخ فهد المديهش مأذون أنكحة أن عدم الإيفاء بالشروط لا يعني فسخ عقد النكاح مباشرة، بل تخير الزوجة بين الاستمرار والفسخ، فإن اختارت الفسخ فيتحول الأمر لخلع ويسقط الصداق عن الزوج ولا تطالبه به، أما في حال كون الشروط للزوج ولم تف بها الزوجة، فإن الصداق أيضا يسقط عن الزوج. وحول شروط الأزواج، قال جاءني رجل أعمال كبير في السن قليلا وكان يريد الزواج من سيدة من جنسية عربية واشترط عليها عدم إنجاب أكثر من طفلين، خوفا من ضياع تركته بين أبنائه من زوجته الأولى والثانية. فيما كان أغرب الشروط التي مرت عليه طلب فتاة من زوجها المستقبلي أن يقوم بإيصالها لبيت أهلها بشكل يومي، مشيرا إلى أنه حاول إقناعها بعدم واقعية هذا الطلب. فيما أكد أن أكثر شروط الفتيات لا تتعدى إكمال الدراسة والعمل إن وجد، وسكنا مستقلا. في حين كان الواقع بالنسبة للكثير من الفتيات مختلفا، حيث إن شروطهن لم تطبق، فما كان منهن إلا الرضا بالأمر الواقع، وتقول هند عبدالعزيز إنها اشترطت السكن المستقل ولكن بعد فترة اضطرت للانتقال في جزء مستقل من بيت عائلة زوجها، بسبب ظروف مالية غير أن حبها لزوجها منعها من المطالبة بالشرط. فيما تتنازل بعض الفتيات عن شروطهن بعد الزواج كإكمال الدراسة بسبب انشغالهن بمسؤوليات البيت والأطفال، وهو ما حدث مع نورة في أوائل العشرين، وتقول :»بعد زواجي بفترة توقفت عن إكمال دراستي إلا أن الشرط يمنحني حرية الاختيار في أي وقت للعودة لصفوف الدراسة»..بحسب صحيفة مكة