اختارت سيدة أعمال قيادة مركبتها مع انطلاق فعاليات «أسبوع المرور الخليجي الموحد»، وبُعيد أيام من الاحتفال ب «يوم المرأة العالمي». إذ ظهرت الدكتور عائشة المانع، وهي تقود مركبتها في أحد شوارع مدينة الخبر، برفقة زوجها الذي صورها وهي تقود لمدة 4 دقائق، وبُث المقطع على موقع «يوتيوب». وجرى تداول المقطع من جانب «مغردين» عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». وقالت المانع، في تصريح إلى «الحياة»: «إن حظر قيادة المرأة السيارة «ضرر»، ويجب على كل مسلم رفع الضرر عن أخيه المسلم»، مضيفة «أنا مهتمة شخصياً بهذه القضية، على رغم أنني لا أعاني منها. فظروفي المالية والاجتماعية تسمح لي بإحضار سائق، والتكفّل بمصاريفه، من سكن وغيره، ولكن هذه محاولة لرفع الضرر عن غيري من النساء، فهناك الكثير من النساء متضررات، وبخاصة بعد توسع مجالات عمل المرأة حالياً. وفي معظم الأحيان؛ لا تستطيع المرأة تحمل كلفة إحضار السائق، وتوفير سكنه ومتطلباته. وهي كبيرة جداً». وأضافت، أن «قيادة المرأة حق لم يمنعه شرع أو قانون، أو نظام، وإنما «حظر» من دون أسباب»، مشيدة إلى أن «المرأة تقود السيارة في مقر شركة «أرامكو السعودية» في الظهران، وفي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن النساء يقدن، حتى خارجها»، لافتة إلى أنها حين قادت مركبتها أول من أمس كانت برفقة زوجها، و«لم أتعرّض لأي مضايقة»، مضيفة «كان الوضع عادياً وطبيعياً، ولم يستنكر أحد ما أقوم به، وهذه ليست المرة الأولى»، مضيفة «خرجت في اليوم العالمي للمرأة، لأني شعرت بأنه حان الوقت لأن تنال المرأة حقها في قيادة السيارة، لقضاء حوائجها، وأن يُرفع الحظر عنها. وهذا مطلب عدد كبير من النساء منذ 24 عاماً»، في إشارة إلى قيادة مجموعة من النساء مركباتهن عام 1991، في شوارع الرياض، وكانت المانع إحداهن. وأضافت أن «المعارضين لقيادة المرأة السيارة فئة بسيطة جداً، والقيادة خيار وليست إجباراً»، لافتة إلى أن «ضرر هذا الحظر يكون على المرأة والرجل على حد سواء، فجلب السائق إهدار للمال، والرجل قد يضطر للخروج من عمله لقضاء حاجات أهله». وتساءلت: «إلى متى نبقى نحن السعوديات الوحيدات المحظور علينا قيادة السيارة، فلسنا أكثر أو أقل إسلاماً من الآخرين، والفئة المعارضة ليست مجبرة على السماح لبناتهم وزوجاتهم بقيادة السيارة». واعتبرت قيادة المرأة السيارة «من المعروف، وإنكارها هو المنكر، لما يسبب من أذى اجتماعي واقتصادي للأسرة، والمرأة بصورة خاصة، ورفع الأذى عن الآخر واجب على كل مسلم». يذكر أن الدكتورة عائشة المانع، تعد أول امرأة سعودية حصلت على درجة الدكتوراه. فبعد أن أنهت دراسة علم الاجتماع في جامعة أوريغون في الولاياتالمتحدة الأميركية، قررت متابعة الدراسة للحصول على الماجستير في بداية السبعينات. وحصلت في عام 1980 على الدكتوراه من جامعة كولورادو، وهي أول سعودية تُعين مديرة مدرسة. وأسهمت في مجال العمل الاجتماعي لتنمية المرأة، ولها إسهامات في مجال حقوق المرأة، ففي عام 1973 تم تعيينها «ممثلة لشؤون المرأة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في المنطقة الشرقية». كما كانت من أوائل من تصدوا لحظر قيادة المرأة السيارة في شوارع المملكة. والمانع، عضو في مجلس إدارة شركة تديرها عائلتها «شركة إبراهيم محمد المانع وإخوانه». كما قامت بإدارة منشآت طبية أخرى تابعة للمجموعة لمدة 23 عاماً. وفي عام 2004 أسهمت في تأسيس كلية «العلوم الصحية». كما عملت في عام 1985 على تطوير شركتها الخاصة «الخليجية» التي يوجد مقرها في مدينة الخبر، وتعتبر من أحد أكبر إنجازات الأعمال التجارية المملوكة للأسرة ما دفع مجلس فوربس الشرق الأوسط بمنحها المركز الخامس ضمن قائمة «النساء العربيات الأكثر تأثيراً في الشركات العائلية»..بحسب صحيفة الحياة.