تترقب الجماهير الرياضية السعودية اليوم واحدة من أهم مباريات الموسم الحالي، عندما يستضيف فريق الهلال نظيره فريق الأهلي في الرياض ضمن الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد في مواجهة ينتظرها المتابعون لتكون حافلة بالإثارة والندية والتنافس المحموم كما هي عادة نزالات الفريقين. ولا شك في أن المؤشرات الفنية في الفريقين وما يسبق اللقاء من عوامل نفسية وذهنية تقول بأن كلا الفريقين جاهز لخوض المواجهة رغبة في وضع قدميه في النهائي الأول من الاستحقاقات المحلية وملاقاة فريق الشباب الذي استطاع أن يخطف البطاقة الأولى بعد فوزه على فريق الفتح في مدينة الأحساء. وعودة للقاء الهلال والأهلي فكلامها يتطلع للفوز لا غيره وإن اختلفت الرغبات، فالهلال صاحب الأرض والجمهور يسعى جاداً إلى التأهل للنهائي ومن ثم إحراز اللقب، لاسيما أن الهلال مهيأ في الموسم الحالي لانتزاع الألقاب المحلية، كونه جلب أفضل اللاعبين والأجهزة الفنية ويعيش حالاً من الاستقرار الفني والإداري الذي كانت له انعكاساته الإيجابية على الفريق في المباريات الماضية، فيما يأتي الأهلي في الخط الموازي، إذ يطمح هو الآخر إلى مصالحة جماهيره وتحقيق أولى بطولات الموسم، بعدما ظهر بصورة متواضعة في مباريات الدور الأول من دوري زين للمحترفين لم تعكس الجهد المبذول من مسيري النادي، غير أن خطوات الإصلاح الأهلاوي ألقت بظلالها على الفريق الذي بات يقدم أداءً فنياً مقنعاً ونتائج إيجابية عادت الروح من خلالها، فضلاً عن الأداء الثابت للفريق في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، إذ تأهل بجدارة متصدراً المجموعة الثالثة. وبالنظر إلى الجانب الفني نجد أن الفريقين مؤهلان للفوز والتأهل إلى النهائي، وفي مثل هذه اللقاءات يصعب توقع ما ستؤول إليه نتيجة المباراة، فالحظوظ متساوية، والفريقان لديهما من العناصر القادرة على ترجيح كفة فريقها، فمساندة جماهير الهلال لن تؤثر كثيراً الليلة طالما هناك جماهير فاعلة للفريق الأهلاوي في العاصمة الرياض التي ستكون حاضرة كعادتها. ومن خلال المباريات الماضية في المسابقة يلاحظ المتابعون أن الفريق الهلالي أحد المرشحين بقوة لنيل اللقب، ويعتمد مدربه البلجيكي بيتر مريرت على الطريقة الفنية 4 - 5 -1 والتركيز على تكثيف منطقة المناورة بالوجود العددي والاعتماد على تحركات لاعبي الأطراف ومساندة لاعبي الوسط، وإن كان يعاب على الفريق الضعف الهجومي. ومن المتوقع أن يشرك المدرب الهلالي كلاً من حسن العتيبي ومحمد نامي وحسن خيرات وشافي الدوسري وعبدالله الزوري ونواف العابد وعمر الغامدي وسلمان الفرج وخالد عزيز وعيسى المحياني وأحمد الصويلح. بينما يعيش الفريق الأهلاوي مرحلة الانتفاضة في المستوى الفني وكذلك المعنوي بعد التغييرات التي يشهدها الفريق في مختلف مستوياته، ولا شك في أن التعاقد مع المدرب البرازيلي فارياس أعطى اللاعبين جرعة من الحماسة، ناهيك عن تقديم الفريق مستويات راقية في المباريات الماضية، ويخطط الأهلاويون الليلة لخطف البطاقة الثانية لبلوغ النهائي ومواصلة العطاءات الجيدة. وعلى الأرجح سيقود الفريق فنياً الفرنسي الن جويدو، كونه الأعرف بلاعبي الأهلي الذين يمتازون بصغر سنهم وقوة هجومية ضاربة لوجود مالك معاذ وبدر الخراشي وحسن الراهب وأحمد مفلح، ومن المتوقع أن يلعب بطريقة 4 - 4 - 2 تلك الطريقة التي يجيدها الأهلاويون.