وقفت الطفلة التي يتجاوز عمرها أربعة أعوام وكلها خجل أمام جهاز التصوير وهي تحاول شبك أصابع يديها وجدائل شعرها الأشقر غير المرتب تتدلى بما لا يحجب عينيها الزرقاوين. ربما تبدو الصورة عادية لكنّ الطفلة هي لغز من ألغاز اليونان هذه الأيام. فقد عثرت عليها الشرطة مع زوجين من "الروما" (الغجر) قدما نفسيهما على أنهما والداها، لكن الملامح لا تشبههما وبالتالي بدأت السلطات عملية بحث واسعة عن حل لسرها. وتأمل السلطات أن تساعد الصورة في العثور على والديها الحقيقيين. وتم العثور عليها في تجمع سكاني للغجر في مدينة لاريسا وسط البلاد. وانتابت الشكوك الشرطة عندما لاحظوا وجود الطفلة إلى جانب الزوجين وهي لا تشبههما، غير أنهما قدما وثيقة تشير إلى أبوتهما لها مما دفع الشرطة إلى إخضاعها وإياهما لفحص الحمض النووي والذي أثبت بدوره أنه لا علاقة بيولوجية بينهم. وعثرت السلطات على وثائق أخرى تشير إلى أنّ السيدة الغجرية وضعت ثلاثة أطفال بين يونيو/حزيران ونوفمبر/تشرين الثاني عام 1993 وثلاثة أطفال آخرين بين أكتوبر/تشرين الأول 1994 وفبراير/شباط 1995. واعتقلت السلطات الزوجين بتهمة اختطاف قاصر وتدليس وثائق، ووفرت للطفلة رعاية نفسية تشرف عليها مجموعة رعاية أطفال.