ربما تأتي الأيام القادمة بحل للغز الطفلة سابرينا آيسينبيرغ، التي اختفت قبل عشر سنوات عندما كان عمرها خمس أشهر فقط. وقد تقود المعلومات الجديدة إلى العثور على دليل يبرئ ساحة والدي الطفلة، اللذين كانا من ضمن المشتبهين في تلك الجريمة التي يتفطر لها القلب، مع إنكارهما الشديد للقيام بأي دور في اختفائها. ويقول توني بيلوسو، الناطق باسم الشرطة في مقاطعة هيلسبور بولاية فلوريدا، "لدينا الآن إشارات واعدة، ويزداد شعوري بالتفاؤل أن تقود المعلومات التي حصلنا عليها إلى كشف غموض تلك الجريمة"!. ومع ذلك رفض بيلوسو الخوض في تلك المعلومات إلا أنه قال إنها قد تؤكد براءة والدي الطفلة. وكانت مارلين، والدة الطفلة سابرينا، وهي كذلك أم لكل من ويليام، 18عاماً، ومونيكا، 14عاماً، قد تركتها في سريرها بغرفة نومها في منزل الأسرة في مساء 24نوفمبر 1997، وعندما عادت في صباح اليوم التالي فوجئت باختفائها. وتقول الوالدة المكلومة "أخذت أصرخ عندما وجدت المهد خالياً"!. ومنذ تلك اللحظة حققت الشرطة في 2.000معلومة، ومع ذلك لم تصل إلى خيط يقود إلى مكان الطفلة. ومن ناحية أخرى لم تظهر أي مذكرة للمطالبة بفدية من قبل الجناة الذين اختطفوها. والآن بعد التغطية التي بثتها قناة تلفزيون محلية بمناسبة مرور عشر سنوات على اختفاء سابرينا، رشحت معلومات، من بينها اتصال هاتفي، قادت الشرطة إلى مكان غامض في منطقة تامبا. ويقول بيلوسو "هنالك معلومات كثيرة" في هذه القضية. ويضيف إن الاشتباه في والدي الطفلة لا يزال قائماً، إلا أن التحقيق الآن يشمل أشخاصاً آخرين. ويصر ستيف، 44عاماً، ومارلين 45عاماً، والدا الطفلة، على دخول شخص إلى منزلهما من خلال باب المرآب الذي كان مفتوحاً. إلا أنهما لم يقدما إجابات مقنعة لعدم نباح كلبهم في ذلك الشخص، مع أنه كان كثير النباح، حسب رواية الجيران. ولهذا السبب أصبحت أصابع الاتهام تشير إليهما. ونتيجة لذلك لم يحدث تطور في التحقيق في الاحتمالات المتعلقة بمتهمين آخرين وأدلة أخرى. ويقول باري كوهين، محامي والدي الطفلة "لقد جزم المحققون في ذلك الوقت بتورط ستيف ومارلين في الجريمة! ولم يعثروا على إشارات أخرى لأنهم لم يجتهدوا في البحث عن احتمال آخر"!. وقد حصلت النيابة العامة الفيدرالية على تسجيلات لحوارات جرت بين والدي الطفلة في غرفة نوم ومطبخ منزل الأسرة، وفي النهاية وجهت لهما تهمة التآمر والكذب على المحققين. وزعم الإدعاء أن الأحاديث المسجلة أثبتت تورطهما، حيث كشفت تلك الأشرطة عن أدلة للعنف وتعاطي الكوكايين. ولكن بعد عام من الجدل بين الاتهام والدفاع، أخلى القاضي سبيل الأبوين عقب الاستماع إلى التسجيلات. وذكر القاضي الفيدرالي مارك بيزو في تقرير من 64صفحة "اكتشفت أن المباحث استنتجت نتائج باطلة! فقد ذكرت المباحث محادثات لا يمكن سماعها، وأوردت مقتطفات لم تظهر في النسخة الأصلية، أو لم تظهر بنفس الطريقة التي فسرت بها". واستنتج بيدز أن الأدلة التي استخدمها المحققون في محاولة إثبات التهمة على والدي الطفلة هي في الواقع دليل على براءتهم. وهكذا سقطت التهمة عن الزوجين في فبراير 2001.وصرح الطبيب الشرعي سيريل ويتشت، مؤلف كتاب "من قتل جونبينيت رامسي"، إن قضية جونبينيت أثرت في التحقيق مع والدي سابرينا. حيث اختفت سابرينا بعد مرور أحد عشر شهراً على اغتيال جونبينيت في ولاية كولورادو، وحتى الآن لم يكشف غموض تلك القضية. ويمضي قائلاً "لا يرغب المسؤولون في فلوريدا أن يقارنوا بالمسؤولين في شرطة بولدر بولاية كولورادو، التي انتقدت على أخطائها، التي حالت دون القبض على الجناة. وعليه سعوا لاستخدام التسجيلات الصوتية لقفل ملف القضية". ولا يزال والدا سابرينا يأملان في عودتها كما عادت إليزابيث سمارت، الفتاة التي اختطفت في عام 2002، والتي عثر عليها بعد مرور عام كامل. ومن ناحية أخرى وزع المركز الوطني للأطفال المفقودين وضحايا الاستغلال صورة افتراضية لسابرينا في العاشرة من العمر. ويعيش ستيف ومارلين آسينبيرغ مع ابنهما وابنتهما في بالتيمور التي انتقلوا إليها في عام 1999، ولم يفقدوا حتى الآن الأمل في عودة سابرينا. وتقول مارلين "سيأتي اليوم الذي تتجمع فيه الخيوط وتقود إلى مكانها. فنحن نحلم بعودتها في يوم ما".