بعد صمت دام أكثر من خمسين عاما على وجود عبد الحميد السراج في مصر حيث أقام في فيلا السلام، يشيع اليوم في القاهرة السراج الذي لقب ب السلطان الأحمر بسبب دمويته في تعذيب المعارضين والسياسيين وتفنن في صنوف التعذيب والقتل التي تضمنت الإذابة بالأسيد في الستينيات في سوريا. ورفعت ضده مئات الدعاوى من ضحايا جرائم الحرب التي ارتكبها ضد مثقفين وسياسيين وعسكريين. ونشرت صحيفة الأهرام المصرية نبأ تشييعه اليوم. تولى عبد الحميد السراج منصب نائب رئيس الجمهورية في دولة الوحدة السورية - المصرية، وهو من مدينة حماة السورية أطلق عليه لقب السلطان الأحمر تشبيها له بالسلطان العثماني عبد الحميد الثاني الذي عرف بقسوته ودمويته في مذابح الأرمن. رسخ السراج وسيلة الدسائس والمؤامرات بخلط الأمن بالسياسة، وحين ترأس جهاز الاستخبارات العسكرية في سوريا اعتقل العشرات ومنهم الشاعر ادونيس والراحل محمد الماغوط وجوليت المير ارملة انطون سعادة زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي. ولعل اشهر قصة عرف بها «السلطان الأحمر» اغتيال مؤسس الحزب الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو عشية قيام الوحدة السورية - المصرية، وتزويبه بالأسيد بحسب صحيفة الحياة. وبعد افشاله في 1956 محاولة انقلاب عرفت ب «المؤامرة العراقية» لإطاحة المجموعة الناصرية في سورية، لفت نظر الرئيس المصري جمال عبدالناصر وحظي برعايته. وعين وزيراً للداخلية في «الجمهورية المتحدة» في بداية 1958، فأصبح الرجل القوي في «الإقليم الشمالي»، اي سورية. وسُجل في هذه المرحلة غياب السياسة والصحافة والاقتصاد والهواء في عهده وخيّم الرعب والخوف . ويوم الانفصال، اعتقل السراج وأودع في سجن المزة الدمشقي وأغلق مكتبه ولوحق قضائياً. وبعد فترة ابلغ عبد الناصر مساعديه بضرورة تهريب رجله من السجن، حيث رتبت عملية استخباراتية بالتعاون مع لبنانيين، بينهم كمال جنبلاط. فخرج السراج سراً إلى لبنان ومنه إلى مصر في أيار (مايو) 1962. ومنذ وصوله إلى القاهرة حيث يُشيع اليوم، حظي بمعاملة خاصة، عاصر خلالها رؤساء مصر والتغييرات فيها وفي بلاده والعالم، لكن شيئاً لم يتغير عنده: صمت من فولاذ. ولم يفتح صندوق أسراره وشراسته أمام احد.