اختتم رئيس الحكومة الاردنية سمير الرفاعي زيارته الى لبنان بلقاء في غرفة التجارة في بيروت حيث ناقش مع القطاع الخاص تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية، وأهمية الاتفاقات الموقعة مع لبنان. واستجاب القطاع الخاص اللبناني للمرحلة الجديدة من التعاون المشترك، بالتحضير لزيارة الأردن بعد شهر، كما أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير خلال زيارة الرفاعي لمقر الغرفة. ولفت الرفاعي إلى أن «أرقام التبادل التجاري بين لبنان والاردن ازدادت بنسبة 18 في المئة العام الماضي مقارنة بعام 2008 «. لكنه رأى أنها «تبقى دون مستوى طموحاتنا». وكان لبنان والأردن وقعا ليل اول من امس، 16 اتفاقاً من اصل 32 اتفاقاً اقتصادياً، بعد محادثات أجراها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مع نظيره الأردني الرفاعي. وأراد الحريري أن تكون هذه الاتفاقات الجديدة «خطوة إضافية على طريق وضع منطقة التجارة الحرة بين بلدينا موضع التنفيذ، كما على طريق الانفتاح الاقتصادي الكامل مع الدول العربية المجاورة وصولاً إلى إقامة السوق العربية المشتركة، أحد أبرز طموحات الرئيس الشهيد رفيق الحريري». وأقام الحريري مأدبة عشاء تكريماً لنظيره الأردني والوفد المرافق وأثنى على «الاجتماعات والمحادثات التي أُجريت في الدورة السادسة للجنة اللبنانية – الأردنية العليا المشتركة»، واعتبر أنها «مفيدة جداً ومثمرة». وأكد الحريري، أن العلاقات بين لبنان والأردن «مميزة بالفعل على كل المستويات». ولفت إلى أن «بلدينا يواجهان التحديات ذاتها سواء كان على مستوى انعكاسات الأخطار الإقليمية وأهمها تلك الناجمة عن تعنت اسرائيل في وجه الحق الفلسطيني أم على المستوى الاقتصادي والمالي». ورأى أن لبنان والأردن «يتشابهان أيضاً في كونهما بلدين ترتكز ثروتهما الوحيدة إلى كفاءة الشباب والشابات في كلا البلدين، إضافة إلى طاقة القطاع الخاص على الابتكار والمبادرة». وأعلن الحريري أن التبادل التجاري بين لبنان والأردن «ازداد في الفترة الأخيرة حتى بلغ حجمه 300 مليون دولار، في حين وصل عدد الزوار الأردنيين إلى لبنان العام الماضي أيضاً الى نحو 225 ألفاً بفعل إلغاء التأشيرات بين بلدينا». وأمل الحريري بزيادة التبادل التجاري من 300 مليون إلى 500 مليون دولار، مؤكداً أن الحكومتين اللبنانية والأردنية «ستتحملان مسؤوليتهما في تأمين الإطار القانوني والتشريعي والاستقرار السياسي والنقدي والمالي، لدعم المشاريع الاستثمارية الضامنة لفرص العمل للشباب اللبناني والأردني». وأكد الرفاعي أن بلاده «قيادة وحكومة وشعباً يسعدها أن يكون لبنان الشقيق منيعاً قوياً ومزدهراً، وأن نرى أبناءه متوافقين ومتعاضدين لما فيه خير بلدهم ، فلبنان السّيد المستقل المستقر والعصيّ على التدخلات الخارجية في شؤونه، والذي يسير على طريق البناء والازدهار، هو سند لأشقائه العرب». وشدّد على أن الأردن «سيمضي في موقفه الثابت والملتزم دعم الدولة اللبنانية، وعملها من أجل صيانة استقلال لبنان وحرية قراره وفرض سيطرة الدولة على الأراضي اللبنانية كاملة، ودعم جهودها لاستعادة أراضيها المحتلة كاملة وفق ما تضمنته الشرعية الدولية». واعتبر الرفاعي أن «شعوب منطقتنا تحتاج إلى أن تنعم بالأمن والسلام كمفتاح رئيس لتحقيق التنمية الشاملة بكل أبعادها، ولترفل شعوبنا بالتقدم والازدهار، لذا يعمل الأردن على تكثيف الزخم الإقليمي والدولي لتحقيق السلام في منطقتنا، وهو السلام الذي ينطلق من مرجعيات دولية متفق عليها، ووفق مبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت عام 2002»، وذلك، «لكي يتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة ، ذات السيادة، والقابلة للحياة، وعلى كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس الشريف، وهو السلام الذي يعيد الأراضي اللبنانية والسورية المحتلة إلى أصحابها الشرعيين». وزار الحريري والرفاعي بعد ذلك ضريح الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، وقرآ الفاتحة عن روحه وأرواح رفاقه الذين قضوا معه في جريمة اغتياله قبل خمس سنوات. ثم جالا في أرجاء مسجد محمد الأمين في قلب بيروت. وفور وداع الحريري لنظيره الأردني الرفاعي قبل ظهر أمس في مطار رفيق الحريري الدولي، غادر الحريري الى الرياض في زيارة خاصة.