أعلنت مصادر بشركة "أرامكو" للنفط إن موظفي إدارة تقنية المعلومات وأقسام الدعم التابعة لها قد كُفت أيديهم تماماً عن العمل بما فيهم موظفون لدى إحدى الشركات المتعاقدة معها الشركة في مجال الدعم اللوجستي المعلوماتي حتى انتهاء التحقيقات باستثناء عدد محدد للقيام "بمهمات محدودة جداً". وتعرضت شبكة شركة "أرامكو" الإلكترونية لاختراق –في أغسطس/آب الماضي- استخدم فيه سلاح إلكتروني اسمه ''شمعون'' تمكن من إسقاط ما لا يقل عن منظمة تشغيل واحدة واستطاع الفيروس محو الملفات المخزنة في قواعد البيانات وتعطيل الأجهزة الكمبيوترية المرتبطة بالشبكة الداخلية حتى أصبحت غير صالحة للاستعمال. ونقلت صحيفة "الوطن" عن "مسؤول كبير في الشركة" رفض الكشف عن هويته قوله إن أي قرار يتصل بالموظفين مثل: تعليق المهام، أو كف اليد، إجراء قانوني تفرضه التحقيقات في أي جهة في العالم إذا دعت الحاجة لذلك سواء في الشركات أو في الجهات الحكومية، مؤكداً أن جميع الموظفين يتمتعون بكافة امتيازاتهم الوظيفية كما هي ولا علاقة بمجريات التحقيقات بوضعهم الوظيفي. وأضاف "المصدر" إن "موظفو الشركة مخلصون ومهنيون"، لافتاً إلى أن الشركة ستعلن عن نتائج التحقيقات في وقتها بكل شفافية بعد نجاحها في السيطرة على عملية الاختراق الشهر الماضي. وذكر إن الشركة ذات موقف واضح وموثوق مهما بلغت الشائعات ودوافعها، وأبان كل يوم نسمع عن شائعات تظهر، وكأنها نتائج التحقيق رغم أن التحقيقات ما زالت مستمرة حتى اليوم. وامتنع طارق الغامدي مسؤول العلاقات العامة في الشركة عن التعليق، وقال إن "تحقيقاتنا مستمرة، ولا نقبل بالتخمينات والتكهنات"، وحول كف أيدي موظفين أوضح إن "أي شيء يتعلق بالتحقيق سري ومحفوظ" مضيفاً إنه "لم يحن الوقت لحديثهم في الإعلام". وتثار شكوك حول تورط موظفين في أرامكو يتمتعون بصلاحيات رفيعة بتسهيل اختراق الشركة ومساعدة مخترقي شبكتها على تخريب 30 ألف كمبيوتر وفقاً لمصادر مطلعة على تحقيقات الشركة. ويعد هجوم الفيروس -واسمه "شمعون"- على شركة أرامكو أحد أضخم الهجمات المدمرة سبق شنه ضد شركة عبر الإنترنت، حيث قام الفيروس بحذف كل ما تضمه تلك الكمبيوترات التي يبلغ عددها 30 ألفاً دون أن تصل إلى كمبيوترات العمليات بل اقتصرت على كمبيوترات المكاتب. وتقدر قيمة أرامكو السوقية بحوالي 8 تريلونات دولار أي قرابة 14 ضعف قيمة شركة أبل على أساس إنتاجها لحوالي 260 مليار برميل من النفط. ويعتبر وجود شخص أو أشخاص متواطئين من داخل الشركة أمراً استثنائياً نظراً لحجم المخاطرة التي تترتب على ذلك. وأشار مصدر مطلع على التحقيقات الجارية في الشركة بالقول: " كان الشخص المتواطئ لديه معرفة وصلاحيات ضمن الشركة". وكانت مجموعة المخترقين التي أعلنت عن أسمها وهو The Cutting Sword of Justice (وترجمتها سيف العدل البتار) قد هددت بنشر أسرار الشركة وأعلنت أن دوافعها سياسية ألمحت إلى أن السعودية تلطخ أيديها بانتهاكات في دول عديدة مثل سوريا والبحرين بحسب ما نشرته المجموعة في موقع على الإنترنت.