اشارت صحيفة السفير" في بيان موقع باسم العميد مناف طلاس قالت إنه نسخة أرسلها لها من البيان الذي أرسله لوكالة الصحافة الفرنسية ينفي فيه انشاقاقه عن النظام كما ينفي عودته إلى دمشق كما أشار موقع الحقيقة أن من روّج لعودته إلى دمشق هو الصحفي حسين مرتضى. نص البيان بسم الله الرحمن الرحيم الرحمة على أرواح شهدائنا الأبرار الذين قدّموا دماءهم في سبيل عزّة الوطن وكرامته. إن الظروف المعقّدة لخروجي أدّت إلى التأخّر بإدلائي بهذا التصريح. فإنني أتوجّه بالشكر الجزيل لكل من قدّم المساعدة في هذا المجال، مدركاً شجاعتهم والخطورة التي تضمنتها هذه الخطوة في سوريا. أتحدث اليوم وأنا أعلم جيداً أنّ كلامي هذا لن يرضي أيّ متطرف في العقل والمنطق... ولو أردت إرضاء أيّ قطب من قطبي التطرّف لكان من السهل جداً أن أكون كبعض «أبطال» هذه الأزمة الذين اتّخذوا مواقف إقصائية وإلغائية تجاه الطرف الآخر، والذين أسهموا بخلق فجوة اجتماعية وطائفية في وطننا الغالي، علماً أنّ المسؤولية الكبرى تقع على عاتق السلطة التي كان من واجبها صون الوطن وحماية الشعب باحتضان معاناته، ضمن سياسة عقلانيّة، توافقية، بنّاءة تمتد إلى جذور المشاكل؛ لا بمواجهته بعنفٍ لم نشهده من قبل مهما كانت الأسباب. ومشاعري تتعاطف مع كل السوريين الذين عانوا من فقدان أعزّاء... تشرُّد... آلام ... وخوف. وبكل إخلاصي لوطني ولقناعاتي، حاولت مراراً وتكراراً خلال العام والنصف الماضي أن أقوم بواجبي دون أن أصل إلى نتيجة، فلم أنافق النظام ولم أشارك أو أقبل بحلٍ يوصل البلاد إلى الوضع المأساوي الذي يتخبّط فيه. كذلك لم أخن العهد العسكري، بل ظللت وفيّاً للمناقبيّة العسكرية وللمبادئ الأخلاقية التي تختزنها المؤسسة العسكرية، التي تجسّد حب الوطن، ووحدته وكرامته في الدفاع عنه وعن شعبه. ومن هذا المنطلق لا يسعني إلا أن أعبر عن غضبي وألمي في زجّ الجيش في خوض معركة لا تعبّر عن مبادئه، معركة كان الأمن سيدها وقرارات ظلِم بها شعباً وجنوداً. وعندما اتّخذت موقفي، ورفضت المشاركة في الحل الأمني، عُزلت، واتّهمت، وخُوّنت ولكن ضميري وإيماني المطلق دفعاني إلى التنديد بهذه الحلول المدمّرة والابتعاد عنها والمثابرة مع العديد من الأطراف الوطنيّة على الأرض لإيجاد مخارج منصفة تتفادى العنف وهدر الدماء لأيّ عذر من الأعذار أو شكل من الأشكال. ومع كامل حسّي بالمسؤوليات التي رتّبها عليّ تاريخي والذي لا أنكر منه شيئاً، لم ولن أخول أحداً، فرداً كان أو جهة أن يتكلم نيابة عنّي. أنا هنا اليوم من دون أجندة، وجاهز كأيّ فردٍ سوريّ عاديّ دون أيّ طموح آخر على تأدية كامل واجب المواطن في المساهمة بما في وسعي، كسائر الذين يبحثون عن حلٍ يتناسب مع قناعات وتطلعات هذا الشعب الذي قدّم الكثير من التضحيات للوصول إلى مستقبلٍ أفضل. بما أن الأضرار والفوضى والمآسي تتزايد مع مرور الزمن، أتمنّى وقف إراقة الدماء والخروج من الأزمة عن طريق مرحلة انتقالية بنّاءة تضمن لسوريا وحدتها واستقرارها وأمنها وتضمن لشعبها الغالي تطلعاته المحقّة.