أدى تسرب مواد كيماوية سائلة، وخطرة، في أحد المتنزهات الوطنية الكبرى الواقعة في الجهة الشرقية المحاذية لوسط محافظة الطائف، إلى إتلاف غطائه النباتي، على مساحة شاسعة تقدر ب 27 كيلو متراً مربعاً، إضافة إلى ما ألحقته تلك المواد من أضرار سياحية بالغة في المتنزه. وذلك في الوقت الذي رصدت فيه وزارة الزراعة مبلغ 30 مليوناً لتطوير المتنزه، وتأهيله. وخلال متنزه سيسد الوطني شرقي محافظة الطائف، الذي يرتاده أهالي الطائف والسياح القادمون من مناطق المملكة، ودول الخليج، تسربت اليه مادة سوداء اللون، من مناطق مرتفعة جنوبي المتنزه، حيث امتدت تلك المواد بطول المتنزه، وسط تواجد كثيف للحشرات الناقلة للمرض، والروائح الكريهة، ما أدى إلى موت النباتات في تلك المنطقة، والتأثير في المحتوى البيئي، وبالتالي عزوف الكثيرين عن التنزه في متنزه سيسد الوطني لعدم وجود الخدمات، والمقومات السياحية المُمكنة لجذب الزوار وراحتهم، إضافة إلى انعدام تام لبرامج الاستثمار السياحي هناك. كما وجودت تلك المواد الخطرة على مساحات كبيرة من المتنزه، وصلت إلى أماكن جلوس المتنزهين، في منظر وصفه أحد الزوار بأنه طعنة في خاصرة الجهود السياحية في الطائف، ولا سيما أن المتنزه يعوّل عليه الكثير من السياح نظراً لمساحته الكبيرة، كما رصد غياب المؤشرات القوية من الجهات ذات العلاقة، لوقف تسريب تلك المواد، وحماية البيئة، والكائنات الحية، من أضرارها. وفي هذا الشأن، أكد المهندس عوض الزهراني مدير متنزه سيسد الوطني في محافظة الطائف، أن المواد الكيماوية تسربت من الجزء الجنوبي الغربي للمتنزه البالغة مساحته 27 كيلو متراً مربعاً، وانتشرت على امتداد وادي الملح، حتى نهاية مشروع جامعة الطائف، مشيراً إلى أن تلك المواد تحتوي على رواسب لنواتج عضوية، وكيماوية، وزيوت، وبقايا أطعمة، وخضراوات وفواكه، إضافة إلى مياه مجار، قادمة من الصهاريج الخاصة بشفط ونقل تلك المياه. ولفت المهندس الزهراني إلى أن عوامل الطمر، والدفن، والحرارة، أدت إلى ترسب تلك المواد في المتنزه، موضحاً أن تلك المواد الكيماوية تسير بصورة سائلة، وتؤثر في التنوع الحيوي، والبيئي، مضيفاً أن متنزه سيسد الوطني يخضع لأعمال تطوير في الجانب البيئي، والإنشائي، بميزانية قدرها 30 مليون ريال، منوهاً بأنه يوجد به أماكن للجلوس، وسفلتة، وإنارة، وخدمات أخرى.