ثمن وزير الأشغال العامة والإسكان الأردني المهندس يحيى الكسبي الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين بشكل متواصل لبلاده التي كان آخرها الموافقة على تقديم منحة مالية تبلغ نحو 170 مليون دينار ما يعادل نحو (850) مليون ريال تقريبا لتمويل مشروع إعادة تأهيل طريق الأزرق الذي يربط بين الدولتين الشقيقتين السعودية والأردن عبر منفذي الحديثة – العمري . الوزير الأردني مع وزير الإسكان السعودي خلال الزيارة الأخيرة الموافقة للبدء بالتنفيذ وأكد الوزير الكسبي أن وزارته تلقت أول أمس ، الموافقة من قبل الجانب السعودي للبدء في استكمال إجراءات تنفيذ المشروع تمهيدا للطرح والبدء في تنفيذ المشروع من قبل المقاولين وذلك بعد قيام الأردن بتسليم الصندوق السعودي المسودة الأولية لتفاصيل المشروع بهدف الإطلاع عليها من قبل المعنيين بالصندوق السعودي وإبداء الملاحظات عليها وذلك خلال زيارته الأخيرة للسعودية للتباحث معهم حول المنحة التي تكرم خادم الحرمين الشريفين بالموافقة لإعادة تأهيل طريق الأزرق جرى بعدها إصدار المسودة النهائية للمشروع للمخططات ووثائق العطاء المعدة من قبل وزارته من خلال مستشارين محليين . وبين الكسبي أن الوزارة تعمل حاليا على استكمال متطلبات المشروع وذلك من خلال استدراج عروض الشركات والمكاتب الاستشارية المؤهلة للقيام بدراسة وإعداد دراسة تفصيلية للمشروع والإشراف على الطرح والتنفيذ بشكل يشمل تدقيق المخططات التصميمية ووثائق العطاء وآلية الطرح بشكل مفصل . المنحة تغيّر ملامح «الأزرق» وأكد وزير الأشغال العامة الأردني أن المنحة السعودية الكريمة ستنهي المعاناة الحالية للمسافرين عبر الطريق الحالي وتغيّر ملامحه تماما حيث إن المشروع الجديد لطريق «الأزرق» يشمل إعادة تأهيل الطريق ذي المسار الواحد الضيق ليصبح بأربعة مسارب وجزيرة وسطية حسب المواصفات الدولية ،منار بالكامل بامتداد يبلغ طوله (110) كيلومترات ابتداء من تقاطع الضليل ( المنطقة الحرة ) بالقرب من الحدود السورية وصولا إلى مركز حدود العمري المتاخم للحدود السعودية مروراً . أربعة تقاطعات وثلاثة جسور وأضاف الكسبي أن مشروع الطريق الجديد تم تصميمه بشكل هندسي متطور وفقا لأعلى المعايير والمواصفات الدولية بينها إقامة جزيرة وسطية للطريق بعرض (20) مترا بهدف تأمين السلامة المرورية كما يشمل إنشاء أربعة تقاطعات رئيسة موزعة على امتداد المشروع في كل من : الضليل، الموقر، الأزرق، الجفر، إضافة إلى إقامة ثلاثة جسور لخدمة التجمعات في مناطق الضليل والحلابات والشويعر . زيارة مكوكية للوزير سبقت الموافقة وقال الوزير الكسبي ل « الشرق « خلال تصريحه الخاص « أجريت مؤخرا زيارة للشقيقة السعودية تباحثت خلالها مع الإخوة في الصندوق السعودي بشأن تنفيذ المنحة ناقش خلالها تفاصيل المشروع من النواحي الفنية والمالية ومدة التنفيذ المناسبة بهدف التعجيل في التنفيذ للحاجة الماسة للمشروع حاليا لاسيما وأن الطريق يشهد ازدحاما متواصلا بالمسافرين مواطني الدولتين الشقيقتين وبقية دول الخليج ويشكل هاجسا كبيرا لهم بسبب ضيق الطريق الحالي وتهالكه مما يتسبب في وقوع حوادث سير متكررة راح ضحيتها المئات من الأرواح مشيرا إلى أن هذه الزيارة أثمرت حيث تم إبلاغهم بالموافقة من قبل الصندوق السعودي مقدما شكره للمملكة ملكا وحكومة وشعبا على ما يقدمونه لدعم إخوانهم في الأردن . بيضة في كل سلة تطرح الشهر المقبل وبين الكسبي مراحل التنفيذ لطريق الأزرق للمقاولين سيكون على جزأين تحسبا للتأخير من قبل المنفذين أو « ما بدنا نحط بيضاتنا بسلة وحدة « على حد قوله متوقعا أن تطرح وزارته المشروع للمقاولين من خلال دائرة العطاءات الحكومية نهاية الشهر القادم وسيكون المجال مفتوحا لجميع المقاولين السعوديين والمحليين المؤهلين للمنافسة للتنفيذ وذلك بالائتلاف بين الطرفين وفقا لشروط التأهيل المعتمدة من قبل الطرفين متوقعا أن يتم الانتهاء من تنفيذ المشروع خلال ثلاثة أعوام من تسليمه للمقاول. 25 عاما معاناة مع «أزرق الموت» وتمتد معاناة المسافرين عبر طريق الأزرق أو كما يطلق علية شعبيا «أزرق الموت» على مدى 25 عاما مضت حيث يشهد الطريق بشكل شبه يومي حوادث سير نجم عنها مئات الوفيات والإصابات البالغة للمسافرين نتيجة لضيق الطريق ذي المسار الواحد وتهالكه حيث لم يشهد أعمال توسعة منذ إنشائه إلا عددا من حالات الصيانة الطارئة المؤقتة لإجراء ترقيعات للأجزاء المتكسرة والحفر الكبيرة طوال الفترة الماضية . وبالرغم أن الطريق المؤدي إلى السعودية ودول الخليج يعتبر من أهم الطرق الحيوية في الأردن، وما يشهده من حركة كثيفة لسيارات المسافرين والشحن «الترانزيت « بين بلاد الشام ودول الخليج العربي إلا أن ذلك لم يشفع للطريق لدى الجهات المعنية في الأردن التي أهملت أعمال الصيانة وإعادة التأهيل للطريق الذي أصبح هاجسا مرعبا لجميع من يمر خلاله خلال الفترة الماضية أمام ذلك أوضح المهندس غسان زريقات رئيس بلدية الأزرق ل «الشرق» أن الطريق قديم ويعاني من التكسر والحفر بسبب تهالكه إضافة إلى أنه بمسار واحد ضيق وغير مفصول ويشهد الطريق حوادث سير باستمرار.