وأوضحت دراسة شملت ما يقرب من 34500 شخص في 15 بلدا أن المتزوجين أقل عرضة للمعاناة من الاكتئاب والقلق وإساءة استعمال المواد المخدرة. وقال أخصائي علم النفس السريري، كيت سكوت، من \"جامعة أوتاغو\" في نيوزيلندا: ما تشير إليه دراستنا أن رابط الزوجية يوفر الكثير من الفوائد للصحة النفسية لكل من الرجل والمرأة، أن الأسى والاضطراب المرتبطة بالانفصال يمكن أن تجعل الناس عرضة للاضطرابات العقلية.\" وتزداد مخاطر الإصابة بالاضطرابات النفسية بين المطلقين والأرامل، من الجنسين، لا سيما الاكتئاب بين الرجال، وتعاطي المخدرات والكحول بين النساء. ولفت كيت: \"واحدة من أهم النتائج، هو أنه في السنوات الأخيرة، تم التأكيد على أن الزواج أفضل بالنسبة للرجل عن المرأة من حيث الصحة النفسية.. لكن هذه الدراسة لا تتفق مع هذا الموقف.\" ووجدت دراسات أخرى أنه مع تراجع الدور التقليدي للجنسين، ودخول معظم النساء معترك العمل وتقليهن قسطاً وافراً من التعليم، تراجع كذلك فرص إصابة الجنس الناعم بالاكتئاب. ووجدت أحدث دراسة أن الزواج قد قلل من احتمالات إساءة استخدام المواد المخدرة أكثر بين النساء عن الرجال، وهذا قد يعود لتقليل النساء بشدة من استهلاك الكحول في فترة الحمل، وغالباً ما يستمر الحال على هذا المنوال نظراً لوجود أطفال. وارتكزت الدراسة على مسح لمنظمة الصحة العالمية للصحة النفسية في جميع البلدان النامية والمتقدمة، أجري على مدى العقد الماضي. ويعمل الخبراء على كشف مآثر الزواج، بعد أن وجدت دراسة أمريكية أخرى أنه يزيد مداخيل المتزوجين ليتأكد بذلك علمياً الحكمة القائلة: \"إذا أردت أن تصبح ثرياً .. تزوج.\" فقد أظهرت دراسة أجريت في جامعة أوهايو في سبتمبر/أيلول الماضي، أن المتزوجين، ولديهم أطفال، ترتفع دخولهم بمقدار 16 في المائة سنوياً، مقارنة بثمانية في المائة لدى غير المتزوجين. وبينت أخرى، أن منافع الزواج لم تقتصر على الفوائد التي عرفت سابقاً والمتعلقة بالاستقرار، وإنما تعدت ذلك إلى خفض نسبة الفقر في المجتمع. ولفتت دراسة أمريكية أجريت في يوليو/تموز إن الطلاق والترمل قد يحدثان أثراً سلبياً، مباشراً وطويل المدى، على الصحة الجسدية والنفسية، وإن إعادة الزواج قد لا تجدي في تخفيف هذا الأثر المدمر. وأكدت الدراسة جملة أبحاث سابقة بأن الزواج يعزز صحة الرجل و\"حافظة نقود\" المرأة، بالإشارة إلى أن \"أبغض الحلال\" قد يؤدي لانتكاسات صحية، من الإصابة بأمراض القلب وحتى السرطان.