اتخذت عمالة مجهولة مبنى مدرسياً للبنات تحت الإنشاء، على بُعد 120 كم جنوب محافظة الطائف، مقراً لسكنها؛ ما شكَّل تهديداً للسكان المجاورين، وذلك بعد توقف أعمال الإنشاء بالمبنى قبل ستة أشهر بشكل مفاجئ، دون معرفة الأسباب. يُذكر أن هذا المبنى الذي تحت الإنشاء بديل للمبنى المستأجَر لابتدائية ومتوسطة المريفق بلحارث جنوب محافظة الطائف، الذي أصبح متهالكاً؛ فطالبت فِرَق الدفاع المدني بسرعة إيجاد مبنى آخر للطالبات، اللائي يصل عددهن إلى مائة طالبة. وكان أحد أبناء قرية المريفق قد تبرع بأرض لتشييد مبنى مدرسي جديد عليها، وتم الاتفاق مع مقاول من قِبل إدارة التربية والتعليم بالطائف، الذي بدأ فعلياً أعمال التشييد بعدما استلم المشروع بتاريخ 15/ 4/ 1431ه، على أن تكون مدة التنفيذ 10 أشهر، ويُسلَّم في 14/ 2/ 1432ه، إلا أن أعمال تشييد المبنى توقفت منذ ستة أشهر، ومضى ما يزيد على العام على تسليم المشروع دون أن يتم ذلك، وبقي المبنى خالياً، واهترأ حديده، وطاله الصدأ، بخلاف الأخشاب ومواد البناء التي تناثرت حوله، دون أي اهتمام من قِبل مقاول المشروع، كما بقيت إدارة التربية والتعليم دون أي تحرك! وظلت الجهات المسؤولة، ومن أبرزها الدفاع المدني، تطالب بسرعة انتقال الطالبات لمبنى مدرسي آخر بدلاً من المبنى المستأجَر الحالي، الذي لا يصلح للدراسة، كما لا تتوافر به وسائل السلامة، ويعاني وجود تشققات في جنباته، إلا أن المسؤول لم يتحرك ليخلي المبنى! وبناء عليه تجاسر أهالي القرية حرصاً منهم على فلذات أكبادهم، وقدموا أرضاً من أملاكهم منذ كشف مشاكل المبنى؛ ليقام عليها مبنى حكومي بديل، وشرع متعهد المشروع بالبناء، إلا أنه توقف فجأة دون سابق إنذار. وقال فايز العرابي، من أهالي قرية المريفق: "المبنى متوقف منذ عام تقريباً، والأهالي لم يتركوا طريقاً إلا سلكوه لاستجداء المسؤول من أجل مواصلة البناء، إلا أن الطرق جميعها مغلقة، ولا حياة لمن تنادي". وناشد العرابي وزير التربية والتعليم التحقيق في تداعيات المشروع، ومحاسبة المسؤول عن تأخيره، وسرعة إنهاء العمل به، حرصاً على سلامة الطالبات ومنسوبات المدرسة. كما استصرخ المواطن عايض العرابي الجهات الرقابية للوقوف على المشروع، معتبراً إياه من القضايا التي يجب أن تُبحث ويُنظر فيها بعين العدالة. أما شيخ القبيلة سعود العرابي فقال: "نستغرب هذا التعثر المفاجئ والصمت الرهيب من إدارة التربية والتعليم بالطائف، وقد أصبح مشروع المدرسة المتعثر مكاناً آمناً للمجهولين من العمالة السائبة، ويشكّل خطراً على القرية". وأكد أنه خاطب الجهات الأمنية بذلك، مطالباً المسؤولين بأن يتحركوا من أجل سلامة الطالبات. مشيراً إلى أن مشاكل المبنى المستأجَر تتفاقم يوماً بعد يوم، وحذَّر من وقوع كارثة وشيكة.