نقل موقع "جرس" الإصلاحي معلومات نسبها إلى مصادر داخلية تفيد بأن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اتهم مجتبى خامنئي، نجل المرشد الإيراني، ب"اختلاس الأموال من بيت المال". وتزامناً مع ذلك، تناول تقرير لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية موضوع أموال ومدخرات نجل خامنئي في الخارج، مشيراً إلى قيامه مؤخراً بسحبها من البنوك الأجنبية. وتحدث تقرير الصحيفة الفرنسية عن وجود 200 ألف وثيقة في وزارة الأمن الإيرانية، بعضها خاص بسحب أموال مجتبى خامنئي من البنوك الأجنبية. وفي خضم تصاعد الصراع بين أجنحة التيار المحافظ الذي يهمين على مفاصل نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يبدو أن أحمدي نجاد يرفض أن يكون كبش فداء، فاختار مواجهة خصومه المختبئين خلف عباءة آية الله علي خامنئي. وفي إطار السعي الحثيث الذي يبذله منافسو الرئيس للإطاحة به، ظلوا يوجهون سهامهم إلى أقرب مساعديه ورئيس مكتبه إسفنديار رحيم مشائي، الذي تربطه بأحمدي نجاد صلة مصاهرة أيضا. ونشر موقع جرس الإصلاحي معلومات نقلاً عن مصادره تفيد بأن أعضاء وفد مكون من النائب الأول للسلطة القضائية إبراهيم رئيسي، ووزير الأمن حيدر مصلحي، ورئيس هيئة التفتيش العامة مصطفى بورمحمدي، وكلهم ينتمون للتيار المنافس لأحمدي نجاد؛ كانوا قد اجتمعوا به قبل فترة ليطالبوه بإقالة مشائي من منصبه، ليتسنى للسلطة القضائية محاكمته. ويضيف التقرير أن التهمة الموجهة لرئيس مكتب أحمدي نجاد هي اختلاس ثلاثة آلاف مليار تومان، (أي ما يعادل ملياري دولار أمريكي، لو أخذ بعين الاعتبار ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوياته هذه الأيام منذ قيام نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية). ويؤكد النبأ أن أحمدي نجاد رد على أعضاء الوفد قائلاً: "لا مانع في ذلك، ولكن ينبغي فتح كافة ملفات الاختلاس. فأنا أمتلك وثائق ومستندات تثبت أن السيد مجتبى خامنئي النجل الموقر للقائد المعظم قد اختلس من بيت المال مبلغاً بسيطاً، أي حوالي مليار و600 الف يورو. لذا لو كنتم على استعداد لفتح الملفين معاً فسوف أقيل رحيم مشائي من منصبه". ولا تقف الاتهامات الموجهة لمجتبى خامنئي عند "الاختلاس"، بل هو متهم في إدارة عمليات القمع ضد المعارضين. وكشفت وثائق مسربة عن موقع "ويكيليكس" أن إيران تسير في طريق توريث الحكم لنجل المرشد الأعلى علي خامنئي. وهذا ما ظهر في أعقاب المظاهرات التي انطلقت في مختلف المدن الإيرانية بعيد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في عام 2009، حيث كانت الشعارات المضادة لمحاولات التوريث تتردد بين الحين والآخر، ومن ضمنها "فلتمت يا مجتبى قبل أن تصبح قائداً". وكان مصطفى تاج زاده عضو حزب "المشاركة الإسلامية"، ونائب وزير الإرشاد الإسلامي في حكومة الرئيس السابق محمد خاتمي، قد اتهم مجتبى خامنئي قبل فترة بالتدخل شخصياً ضده وضد زوجته في ملفهما القضائي. وخلال الانتخابات الرئاسية لعام 2005، اتهم الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي نجل المرشد الإيراني بالتدخل في فرز الأصوات لصالح أحمدي نجاد، لكن يبدو اليوم أن مجتبى خامنئي ومحمود أحمدي نجاد يقفان على طرفي نقيض.