لم يخيب الكلب دوجر الظن فيه حينما دفع به السايس الجمركي عمر الدايل للمساعدة في الاستدلال على جثث كثير من ضحايا كارثة سيول جدة، إذ أظهر هذا «الكلب» وفاء كبيرا بعد أن ساعد في العثور على أكثر من 20 جثمانا من جثث الأبرياء الذين راحوا ضحية ضعف الضمير الإنساني في كارثة سيول الأربعاء. «دوجر» واحد من ثمانية كلاب بوليسية هيأتها مصلحة الجمارك السعودية للمساعدة في البحث والاستدلال على ضحايا الكوارث الطبيعية في السعودية جلب منها لجدة أربعة تعمل للمساعدة على الوصول إلى جثث المفقودين بين أكوام الأنقاض المتهدمة والبحيرات الاصطناعية التي تكونت بعد سيول الأربعاء. سجل دوجر وزملاؤه «سوما وتوكا وميركو» نجاحا كبيرا صفق له سكان مناطق قويزة والأحياء المجاورة إذ كلما اكتشف جثمان بين الأنقاض حظيت هذه الكلاب بتصفيق حار يعكس تقدير أهالي المتوفين وسكان الحي لوفاء الكلاب. يقول السايس عمر الدايل أحد منسوبي الجمارك السعودية، إن «دوجر» كلب وفي مع الإنسان متى ما كان الإنسان صادقا معه ولا يمكن أن تخون هذه الكلاب بني البشر حتى وإن جلدوها أو عاقبوها أو رجموها بالحجارة، فهي تساعد على الوصول إلى جثامين المتوفين بين الأنقاض وفي البحيرات وتتميز بحاسة شم قوية وعطاء كبير. كما يتميز دوجر بلياقة عالية وذكاء حاد وقوة بأس شديدة في البحث عن جثث ضحايا المفقودين بين أكوام الأنقاض والسيارات وفي البحيرات، حيث أظهر خلال الأيام الماضية تفاعلا كبيرا مع سايسه عمر الدايل واكتشف يوم أمس الأول فقط ثلاث جثث من ضحايا كارثة سيول جدة، حيث اظهر عطاء كبيرا وأبلى بلاء حسنا بين أكوام الإنقاذ التي تسبب فيها البشر وكأن لسان حاله يقول «ما ذنب هؤلاء الأبرياء ؟». تمتلك مصلحة الجمارك مركزا لتدريب وتأهيل وتوليد الكلاب البوليسية في الرياض، حيث تؤهلها للخدمة في المنافذ الجمركية البرية والبحرية والجوية، إضافة إلى تقديم الخدمات في المساعدة للبحث عن المفقودين من البشر في الكوارث الطبيعية. يكلف الكلب البوليسي هنا في مركز التدريب في الرياض حتى خروجه للعمل نحو ثلاثة آلاف ريال شهريا خلال الفترة من 4 إلى 5 أشهر، يتلقى خلالها التدريب في الطاعة للتخصص في الكشف عن جثث المفقودين في الكوارث أو الكشف عن المخدرات على المنافذ الجمركية. والكلب معروف برمز الوفاء والإخلاص وذكر أن الإنسان طوَّع الكلب منذ 14 ألف سنة والكلب سهل اندماجه مع البشر. وفي أنف الكلب يوجد 220 مليون خلية خاصة بالشم. ومما يستفز الكلب إذا هاجمة أحد أو قام أحد أمامه بحركة عدوانية أو أخذ طعامه أو حال أحد بينه وبين طعامه أو التحديق في عينية أو سحبة بأذنه وهو نائم.