تحدث السكتة الدماغية حين ينقطع تدفق الدم إلى دماغك، ما يسبب موت خلايا الدماغ بسبب قلة الأوكسيجين. وثمة نوعان أساسيان من السكتة: النوع الأكثر شيوعاً، والمسؤول عن 80 في المئة من السكتات، يحدث حين ينسد وعاء دموي مؤدٍ إلى الدماغ بسبب جلطة. أما النوع الثاني، فيحصل حين ينفجر وعاء دموي ويرتشح الدم إلى الدماغ. إنها السكتة النزفية ويزداد احتمال حصولها في حال المعاناة من ارتفاع ضغط الدم الذي يضعف جدران الشرايين. قد تحصل السكتة الدماغية نتيجة ضيق الشرايين وتصلبها، أو جلطات دموية، أو ارتفاع في ضغط الدم، أو مرض في الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ. وأبرز عوامل الخطر هي: أولا، ارتفاع ضغط الدم. لا يكشف ضغط الدم المرتفع عن أية أعراض، ولذلك من المفيد التحقق من ضغط الدم بين الحين والآخر. وفي حال المعاناة من ضغط الدم المرتفع، يصف الطبيب أدوية لخفضه ويوصي بممارسة التمارين المنتظمة، وتناول الأكل الصحي، والتوقف عن التدخين، وتخفيف مقدار الملح في الطعام. ثانياً، داء السكري. إن العديد من المصابين بهذا المرض يعانون أيضاً من البدانة المفرطة وضغط الدم المرتفع وارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، وهي كلها من الأمور المسببة للجلطة الدموية. ثالثاً، مرض القلب. يمكن لأي نوع من مرض القلب أن يزيد خطر تعرضك للسكتة الدماغية، سواء كان هذا المرض خلقياً أو في الأوعية أو الصمامات. رابعاً، التدخين. السجائر تتلف جدران الشرايين، وتزيد من احتمال الجلطات، وترفع ضغط الدم، وتجعل القلب يعمل بصورة أسرع، وتسرّع تصلب جدران الأوعية الدموية. خامساً، الأكل الدسم. إن الإكثار من تناول الأطعمة الدهنية يمكن أن يؤدي إلى ترسب المواد الدهنية في الشرايين، ما يزيد من خطر السكتة الدماغية. سادساً، مرض في الدم. إن المعاناة من مرض في الدم مثل وفرة عدد خلايا الدم الحمراء يجعل الدم أكثر سماكة وبالتالي أكثر عرضة للتخثر. كما أن فقر الدم المنجلي يجعل الخلايا المنجلية تلتصق بجدران الأوعية الدموية. سابعاً، عدم انتظام خفقان القلب. قد تتذبذب حجرات القلب بدل أن تخفق كما يجب، ما يدفع الجلطة إلى الفرار والانتقال إلى الشريان السباتي فتحصل حينها الجلطة. ثامناً، عدم ممارسة التمارين. إن ممارسة 30 دقيقة من التمارين خمس مرات أسبوعياً، سواء تمثل ذلك في السباحة، أو المشي، أو الركوب على الدراجة، أو صعود السلالم، يعني أنك أقل عرضة للسكتة الدماغية. تاسعاً، التقدم في العمر. يزداد خطر التعرض للسكتة الدماغية كلما تقدم الإنسان في العمر. وقد يكون التاريخ العائلي أو التكوين الجيني مسؤولاً إلى حد كبير عن زيادة الخطر. وأخيراً، سكتة صغيرة. إذا عانيت من ضبابية في الرؤية أو صعوبة في الكلام لبعض الوقت، أو من ضعف في العضلات فيما صحتك الإجمالية جيدة، قد يعزى ذلك إلى سكتة صغيرة. عليك مراجعة الطبيب فوراً لأنك أكثر عرضة لسكتة كبيرة وقاتلة. الوقاية والعلاجات للحؤول دون حصول السكتة الدماغية، لا بد من اعتماد أسلوب العيش الصحي، أي تناول خمس حصص من الفاكهة والخضار الطازجة كل يوم، وممارسة التمارين بانتظام، والإقلاع عن التدخين. من المفيد أيضاً تناول الدواء لخفض ضغط الدم المرتفع، في حال كان كذلك. ويوصي الأطباء مرضى السكري بتناول الأسبيرين كل يوم لترقيق الدم. أما علاجات السكتة الدماغية فترتبط بنوع السكتة ومكان حصولها في الدماغ. فعلاج السكتة الاحتباسية قد ينطوي على عقاقير لترقيق الدم أو تفجير الجلطات وأحياناً عملية لإزالة الصفائح (الكولسترول المتصلب والرواسب الأخرى) من الشريان السباتي المؤدي إلى الدماغ. وقد تبرز الحاجة إلى الأدوية أو العملية الجراحية إذا أدت السكتة إلى تورم الدماغ. وثمة علاجات أقل بالنسبة إلى السكتة النزفية. لكن إذا كانت السكتة مرتبطة بضغط الدم المرتفع، يصف الطبيب أدوية للسيطرة على ضغط الدم.