رغم مرور أكثر من عام ونيف على الصفقة التي وقعت بين الحكومة الأمريكية والكندي عمر خضر المعتقل في سجن غوانتانامو، فإن الاتفاق بقي حبرا على ورق، وذلك بعدما اعترف خضر- والذي كان في الخامسة عشر من العمر عندما تم اعتقاله في افغانستان- انه رمى قنبلة ادت الى مقتل جندي أمريكي في "خست" عام 2002، وفي المقابل حصل خضر على حكم مخفف يقضي ببقائه في الاعتقال في جوانتانامو عاما اضافيا، ومن ثم نقله الى كندا ليقضي بقية العقوبة التي تبلغ 8 سنوات. وانقضى الآن حوالي عام و اسبوع و ما زال خضر في غوانتانامو، ولا يبدو انه سيفرج عنه في وقت قريب، وذكر مصدر حكومي امريكي ل"العربية.نت": "أن الحكومة مقيدة من قبل الكونجرس الذي حد- في تشريع- من نقل معتقلي غوانتانامو الى دول اخرى"، مضيفا: "ايدينا مكبلة لأننا لا نستطيع نقل المعتقلين سواء نفذوا محكوميتهم ام لا، فهم لا يزالون يمثلون تهديدا للأمن القومي الاميركي و لأمن حلفائنا." وكان الكونجرس صادق على قانون تحت مسمى "تفويض الدفاع الوطني" يمنع نقل المعتقلين مالم يُوقع وزير الدفاع شخصيا على طلب النقل، ويؤكد انه لا يعتبر ان المعتقل يشكل تهديدا امنيا، كما يمنع القانون استخدام الاموال الامريكية لنقل المعتقلين مما يعني عدم قدرة واشنطن على ارسال أي طائرة لنقل عمر خضر. من جهة اخرى اشتكى محامو المعتقل السعودي في غوانتانامو عبد الرحيم الناشري، والذي ستوجه له رسميا عدة اتهامات بارتكاب جرائم حرب، من ان موكلهم قد لا يتمكن من مغادرة غوانتانامو حتى لو تم البت ببراءته. وعندما اتصلت "العربية.نت" بمحامي عمر خضر العسكري اللوفتينينت كولونيل جون جاكسون للتعليق على القضية ارسل بيانا قال فيه "عمر خضر اوفى بجميع شروط صفقته مع الحكومة، بالإضافة الى قضائه عاما اضافيا في جوانتانامو. وحان الوقت أن تفي الولاياتالمتحدة بوعدها لعمر خضر و ترسله فورا الى كندا." وحسب مصدر عسكري فان محاميي خضر توجهوا للبيت الابيض ووزارة الخارجية والدفاع للحصول على معلومات بشأن امكانية نقل خضر ولم يتم توفير اي معلومات لهم. ولم تعلق وزارة الدفاع "البنتاجون" على القضية، فيما أحالت السفارة الكندية في واشنطن أسئلة "العربية.نت" لوزارة الخارجية في العاصمة أوتاوا التي لم ترد عليها حتى اللحظة، اما المصدر الحكومي الأمريكي فقال: "كندا لا تريده، ولن نقوم نحن بنقله، وعليه فربما يكون الحل عن طريق مؤسسة غير حكومية لديها طائرة خاصة لتنقله خارج المعسكر".