أكدت شركة "بلو كوت سيستمز"(Blue Coat Systems) الأمريكية المتخصصة بوسائل مراقبة الإنترنت أن النظام السوري يستخدم هذه الوسائل لتعطيل أنشطة المعارضين السوريين عبر الشبكة العنكبوتية، موضحة أن أنظمة لمراقبة الإنترنت كانت بيعت إلى وزارة الاتصالات العراقية يتم استخدامها في سوريا، مؤكدا أنه يجهل كيفية وصول هذه المعدات الى النظام السوري. وقال المسؤول في الشركة التي مقرها في كاليفورنيا لوكالة "فرانس برس": "بما أننا لم نبع هذه المعدات لسوريا، فإننا لا نعلم التفاصيل"، لافتاً الى أن 13 على الأقل من الأجهزة ال14 التي تم بيعها تستخدم في سوريا. فيما تحظر الحكومة الأمريكية بيع هذا النوع من الأجهزة إلى سوريا، ويبدو هذا العدد كافياً للسيطرة على شبكة الإنترنت ومراقبتها. وأوضحت الشركة الأمريكية أنها تجري تحقيقاً في كيفية دخول هذه المعدات إلى سوريا على الرغم من الحظر التجاري الأمريكي الصارم، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال. وبدأت تقارير تنتشر خلال الفترة الماضية حول استخدام النظام السوري لمثل هذه الأجهزة لمراقبة نشاط المواطنين على الإنترنت، وأثر ذلك على مقتل الآلاف من المتظاهرين وإصابة البعض الآخر. وفي الشهر الماضي، أدلت الشركة بتصريح لشبكة زد نت الإخبارية في المملكة المتحدة بأن سياسة الشركة تحظر بيع المعدات إلى الحكومة السورية. وبعد إجراء تحليل معمق، توصلت الصحيفة إلى أن الأجهزة كانت تقوم بحجب أو مراقبة زيارات إلى مواقع الإنترنت وصفحات شبكات التواصل الاجتماعي التي تنشر معلومات حول الثورة السورية وتلك الخاصة بقادة المعارضة المناهضين للنظام السوري. وقال ستيف داهيب، نائب رئيس أول في شركة Blue Coat: "لا نريد أن يتم استخدام أجهزتنا من قبل الحكومة السورية أو من قبل أي بلد آخر يطبق عليه الحظر التجاري الأمريكي. ونحن في الشركة نعرب عن خالص أسفنا وحزننا البالغ على الضحايا والمعاناة البشرية التي يعايشها الشعب السوري". وقال مسؤول من وزارة الخارجية بأن المسؤولين الأمريكيين لا زالوا ينظرون في هذه المسألة.