غادر شاب السعودية في نوفمبر 2004، للانضمام إلى القاعدة في العراق، وقد تم تضليله ليقود شاحنة تحمل غاز البوتان، التي تم تفجيرها أثناء قيادته لها، ليتسبب بمقتل ثمانية أشخاص، ويعود إلى السعودية مشوهاً، اليوم يتمنى من يستمع إلى نصيحته وهو يقول: "لم نكن مجاهدين، لقد كنا فقط أدوات للموت". و قدمت إذاعة راديو أمريكا الوطني "ان بي ار" على موقعها عرضاً لكتاب "إرهابيون يسقطون في الحب.. الحياة الحقيقية لإرهابيين مسلمين"، من تأليف كين بالين، المحقق بالكونجرس الأمريكي، الذي عقد مقابلات مع 100 من الإرهابيين، على مدى خمس سنوات، ليدرس دوافعهم للقيام بسلك طريق الإرهاب، والقيام بهجمات إرهابية ضد الأمريكيين وآخرين ممن يعتبرونهم أعداءً. ويصف بالين الشاب السعودي قائلاً: "لقد أصبح مشوهاً تماماً، بعد نجاته من تفجير انتحاري، إحدى ذراعيه تآكلت، والأخرى لم يبق منها إلا قطعة صغيرة". ويتساءل بالين: "كيف تحول من شخص عادي إلى إرهابي؟"، ويجيب: "إن الإجابة معقدة، لكنها تعود إلى مراهقة الشاب، حين سيطرت عليه فكرة منح حياته لصراع عظيم". ويمضي الكاتب مفسراً: "لقد نشأ( أ) في أسرة من الطبقة الوسطى بالسعودية، وترك المدرسة لينضم لمجموعة محلية من رفاق السوء بالمملكة؛ لذا كانت علاقته مع أبيه سيئة، وفي أحد الأيام قام والده بضربه، وظن أنه سيذهب إلى جهنم، لأن أبيه غير راض عنه، وقد سيطرت عليه هذه الفكرة؛ فقرر أن يحارب الأمريكيين، معتبراً أنه عمل خيراً لنفسه ولأهله، ويرضي بهذا العمل الله، وأنه حين يموت سيذهب إلى الجنة". ويضيف الكاتب: "لقد انضم للقاعدة فسافر إلى سوريا، ثم العراق، وهناك عاش مع 19 من شباب القاعدة من كل أنحاء العالم، وتكمن المشكلة في أن الشاب لم يكن يرغب بالموت مباشرة، بل كان يريد أن يقاتل، ورغم أن قائد المجموعة كان دائماً يشجعهم على القيام بعمليات انتحارية، لكن لم يكن أحد منهم يتطوع". وينقل المؤلف عن( أ) قوله: "لقد ذهبت للعراق للجهاد، ولم أكن أريد الموت مباشرة؛ فماذا عن مساعدة إخواني من مسلمي العراق؟". ويعلق الكاتب بقوله: "كان تنظيم القاعدة، يرى في هؤلاء الشباب المتطوعين، وقوداً للعمليات الانتحارية؛ لذا كان يعاملهم بخشونة ولم يكن يدربهم على الأعمال القتالية، لكن فقط يغريهم بالعمليات الانتحارية". ويضيف الكاتب: "في أحد الأيام، قيل للشاب إنه سيذهب إلى بغداد، مع عضوين من القاعدة، ولم يخبره أحد أن المهمة انتحارية، لقد قيل لهم، إن عليهم توصيل سيارة محملة بغاز البوتان، وحين كانت السيارة على بعد 900 متر من حاجز أسمنتي، قفز عنصرا القاعدة المصاحبان له، وهما يقولان له: "قد السيارة إلى الأمام مباشرة، سنقابلك عند الحاجز"، وقبل أن يدرك ما حدث، كانت السيارة قد انفجرت وقتل ثمانية أشخاص". ويقول الكاتب: "لقد عومل (أ) في البداية على أنه أحد الضحايا، لكن قوات الأمن العراقية أدركت أنه كان على عجلة القيادة، وقد تم تعذيبه، وإرساله إلى سجن أبو غريب". ويضيف الكاتب: "لأول مرة في حياته، تعرف الشاب على فتاة، وبدأت حياته تتغير، فأدرك أنه قد تم استخدامه كأداة لا أكثر". ويقدم الكاتب خلاصة فكرته في الكتاب، فيقول: "علينا أن نفهم نفسية هؤلاء ، فهم لديهم منظومة من القيم تقنعهم بأنهم يعملون لصالح العالم، ويحاربون من أجل الخير، وأن ما يفعلونه هو الصحيح، وأن غيرهم على خطأ"، ويضيف الكاتب: "علينا أن نحاول أن نفهم هؤلاء الناس، ونعرف دوافعهم وأفكارهم، علينا أن نغوص في داخلهم، إن الحرب والقتال والسلاح لن تهزم معتقدات وأفكار هؤلاء".