أكدت الصحفية المتخصصة في الشؤون الإسلامية، نبيلة رمضاني، من لندن، أن خطورة قيادي تنظيم القاعدة، أنور العولقي، الذي اغتيل في اليمن أمس الجمعة، من وجهة نظر الإدارة الأمريكية، تكمن في اعتباره "الإرهابي المعاصر" الذي أجاد اللغة الإنكليزية بطلاقة، واستخدم أدوات التقنية الحديثة ببراعة مثل شبكة الإنترنت عبر مواقع شهيرة مثل "يوتيوب" ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. فيما قال عمان حسن أبو هنية الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، من عمان، إن العولقي "اتسم بشخصية كاريزمية مكنته من القيام بعمليات تجنيد عناصر القاعدة في أمريكا وأوروبا بكفاءة"، جاء ذلك في برنامج "بانوراما" على شاشة "العربية" مساء السبت. وأوضحت رمضاني أن "الولاياتالمتحدة أبدت اهتماما كبيرا باليمن في أعقاب مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في محاولة لاجتثاث عناصر تنظيم القاعدة، وأن العولقي، رغم أنه لم يبلغ مراتب القيادة في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، إلا أنه استطاع أن يكون الواجهة التي يطل بها التنظيم على المجتمعات الغربية. ولهذا كان اغتياله من أولويات أهداف الإدارة الأمريكية في مرحلة ما بعد بن لادن". ومن جانبه، ذكر أبو هنية أن "العولقي استطاع خلال العامين الأخيرين أن يكون المحرك الرئيس لكافة عمليات القاعدة ذات الطبيعة الدولية، ومنها قتل العسكريين الأمريكيين في قاعدة فورت هود ومحاولة تفجير إحدى الطائرات وتنفيذ تفجير في ميدان تايمز سكوير وغيرها، ولذا كان العولقي على الأرض شخصية أكثر خطورة من بن لادن". ورغم اختلاف التقديرات بشأن أهمية العولقي ودوره في القاعدة ،إلا أن الأكيد أن التنظيم خسر بمقتله رمزا من رموزه. فهذا الرجل كان يعد أكبر متحدث وداعية باسم القاعدة باللغة الإنكليزية وبفقدانه خسرت القاعدة الصوت الإعلامي الغربي وربما الوحيد الذي تملكه. كما انه نجح عبر نشاطه على شبكة الانترنت في استقطاب وتجنيد كثير من الشباب الغربي، وهي استراتيجية اتبعتها القاعدة خلال العامين الماضيين، وهو ابن الوزير الشاب الذي ترك حياة الرغد وفضل الذهاب الى اليمن والانضمام الى القاعدة في سيرة تماثل سيرة زعيم التنظيم بن لادن. وطُرح اسم العولقي لخلافة بن لادن، إلا أن كثيرين استبعدوا ذلك بسبب قصر تاريخه الفعلي مع القاعدة الذي يعود تقريبا الى العام 2008 عندما ربط اسمه بالضابط الأمريكي نضال حسن الذي قتل عسكريين أمريكيين داخل إحدى القواعد العسكرية. وجَعَلت انجازات العولقي اغتياله مع اربعة من عناصر التنظيم في غارة في الاراضي اليمنية نصرا كبيرا لإدارة الرئيس باراك اوباما، وإن كانت اثارت جدلا حول قانونية اغتيال مواطن امريكي. وقد تمكنت ادارة اوباما من توجيه ضربات قاسية للقاعدة، لم تتمكن ادارة الرئيس السابق جورج بوش من تحقيقها، رغم أن معاناة الأخيرة من القاعدة كانت أكبر. وفي عهد اوباما امتدت الحملة الامريكية ضد القاعدة الى أفغانستانوباكستان والصومال وليبيا واليمن وقُتل وأُسر كثير من اعضاء التنظيم على راسهم بن لادن الذي اغتيل في مايو/ايار الماضي، ومصطفى ابو اليزيد قائد التنظيم في باكستان وافغانستان، ويونس الموريتاني الذي يعتبر احد المسؤولين عن التواصل مع خلايا التنظيم في المانيا، وفضل عبدالله محمد القيادي في تنظيم القاعدة في شرق افريقيا، وابو عمر البغدادي قائد تنظيم القاعدة في العراق، وابو ايوب المصري القائد العسكري لتنظيم القاعدة في العراق.